responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 2  صفحه : 157

و في قوله:

ترى الجبناء أنّ العجز عقل # و تلك خديعة الطبع اللئيم‌

و قوله:

فلو أن الحياة تبقى لحيّ # لعددنا أضلّنا الشجعانا

و إذا لم يكن من الموت بدّ # فمن العجز أن تموت جبانا

قال أبو فراس:

تهون علينا في المعالي نفوسنا # و من خطب العلياء لم يغله المهر [1]

قوم تسلّط عليهم القتل فلم يفنهم‌

قال المهلّب: ليس شي‌ء أنمى من سيف. فوجد الناس تصديق ذلك فما نال السيف أنمى عددا و أكرم ولدا منهم قال اللّه تعالى و لكم في القصاص حياة يا أولي الألباب. و قال الحجاج لامرأة من الخوارج: و اللّه لأحصدنّكم حصدا فقالت: أنت تحصد و اللّه يزرع.

فأنظر أين قدرة المخلوق مع قدرة الخالق. و لم يظهر من عدد القتلى ما ظهر في آل أبي طالب و آل المهلب و فيهم من الكثرة ما ترى. قال شاعر:

إذا فرّج القتل عن غيظهم # أبى ذلك الغيظ إلا التقافا [2]

و قيل: أربعة يسرع الخلف إليها الحرق و القتل و التزويج و الحج.

من لم يبال بأن يقتل‌

قال عبد اللّه بن مسعود: عثرت بأبي جهل في الجرحى و قد قطعت يده و رجله، فقلت: يا عدو اللّه و عدو رسوله. فقال: سيفك كهام‌ [3] فهاك سيفي فحزّ رأسي‌ [4] من عريشي فإنه أهون عند من يراه.

و أسرت أمّ علقمة الخارجيّة و أتي بها إلى الحجّاج فقيل لها: وافقيه في المذاهب فقد يظهر الشرك بالمكر فقالت: قد ضللت إذا و ما أنا من المهتدين. فقال لها: قد خبطت الناس بسيفك يا عدوة اللّه خبط العشواء فقالت لقد خفت اللّه خوفا صيّرك في عيني أصغر من ذباب و كانت منكسة فقال: ارفعي رأسك و انظري إليّ فقالت أكره أن أنظر إلى من لا ينظر اللّه إليه. فقال: يا أهل الشأم ما تقولون في دم هذه؟قالوا: حلال. فقالت: لقد كان جلساء أخيك فرعون أرحم من جلسائك حيث استشارهم في أمر موسى فقالوا أرجئه و أخاه، فقتلها.


[1] المهر: الصداق و هو ما يجعل للمرأة من مال لتنتفع به.

[2] الالتفاف: مصدر لقف و التقف الشي‌ء: تناوله بسرعة و الطعام ابتلعه بسرعة و فهم.

[3] السيف الكهام: غير القاطع.

[4] حزّ رأسه: قطعه.

نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 2  صفحه : 157
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست