كون نظر المحبوب إلى محبّه قاتلا
قال ابن الرومي:
نظرت فأقصدت الفؤاد بسهمها # ثم انثنت عنه فكاد يهيم
ويلاه إن نظرت و إن هي أعرضت # وقع السهام و نزعهن أليم
تحيّر العاشق بالنظر إلى معشوقه
قال أحمد بن أبي ظاهر:
عتابا كأيام الحياة أعدّه # لألقى به بدر السّماء إذا حضر
فإن أخذت عيني محاسن وجهه # دهشت لما ألقى فيملكني الحصر [1]
السهل اللقاء الصعب المنال
:
قال شاعر:
فقلت لأصحابي هي الشّمس ضوؤها # قريب و لكن في تناولها بعد
قال أبو نواس:
مبذولة للعيون و جنته # ممنوعة من أنامل الجاني [2]
و ليس لي فيه ما خلا نظر # يشركني فيه كلّ إنسان
قال العباس:
هي الشمس منزلها في السّماء # فعزّ الفؤاد عزاء جميلا
فلن تستطيع إليها الصعود # و لن تستطيع إليك النزولا
من سهل بالكلام و صعب بالمنال
قال إبراهيم بن المهدي:
و قد يلين ببعض القول يبذله # و الوصل في وزر صعب مراقيه [3]
فالخيزران منيع منك مكسره # و قد يرى ليّنا في كفّ لاويه [4]
[1] الحصر: العيّ و العجز عن النطق أو اعتقال اللسان من الكلام-يقول: إنه ينير بمحاسن وجه الحبيب فيعتريه العيّ و الحصر.
[2] الوجنة: صفحة الخدّ-الأنامل: أطراف الأصابع-يقول إن محاسن وجهه مبذولة للناظرين و لكنّها محظورة على أنامل الآثمين.
[3] يبذله: يجود به-الوزر: الإثم.
[4] لاويه: الذي يلويه أي يثنيه.