قال إبراهيم الموصلي:
و لو أني نظرت بكلّ عين # لما استقصت محاسنه العيون [1]
تورك الذنب على العين و القلب
.
قيل:
قال الصولي:
فمن كان يؤتى من عدوّ و صاحب # فإني من عيني أتيت و من قلبي
هما اعتوراني نظرة ثم فكرة # فما أبقيا لي من رقاد و من لبّ [2]
و قال:
إذا لمت عينيّ اللتين أضرّتا # بجسمي يوما قالتا لي لم القلبا
فإن لمت قلبي قال عيناك قادتا # إليك البلايا ثم تجعل لي الذنبا
قال أبو القاسم المصري:
ألوم قلبي و ناظري فهما # تعاونا و النوى على قلبي
تورك الذنب على العين دون القلب
قال أبو تمام:
لأعذّبن جفون عيني إنّما # بجفون عيني جلّ ما أتعذّب
قال ابن المعتز:
عيني أشاطت بدمي في الهوى # فأبكوا قتيلا بعضه قاتله
قال العطوي:
فلا عجب و لا أمر بديع # جنايات العيون على القلوب
توركه على القلب دون العين
كفى بكون القلب مذنبا و داعيا إلى فعل الشر أنّ النفس لأمّارة بالسوء و قول النبي صلّى اللّه عليه و سلّم أعدى عدوك نفيسة بين جنبيك، قال شاعر:
ألا إنّما العينان للقلب رائد
قال الموسوي:
النفس أعدى عدوّ أنت حاذره # و القلب أعظم ما يبلى به الرجل [3]
قلّة شبع العين من النظر
قيل: لا تشبع عين من نظر، و لا أذن من خبر و لا أرض من مطر و لا أنثى من ذكر.
[1] استقصت العين محاسنه: أحاطت بها، و الاستقصاء تتبع المعطيات حتى نهايتها للإحاطة الكاملة.
[2] اعتوره: تداوله-الرقاد: النوم-اللبّ: العقل.
[3] يقول: عليك أن تحذر رغائب النفس محذّرا من عواطفها معتبرا أحاسيس القلب مصدر بلاء و تعب.