responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 96

و قيل: استمع، فسوء الاستماع نفاق. و قيل للسائل: على السامع ثلاث أمور: جمع البال، و حسن الاستماع، و الكتمان لما يقتضي الكتمان.

و قيل: أساء سمعا فأساء إجابة.

و قال فيلسوف لتلميذ له: أ فهمت؟قال: نعم. قال: كذبت لأن دليل الفهم السرور و لم أرك سررت.

و قيل: نشاط القائل على قدر فهم السامع.

و قيل: من سعادة القائل أن يكون المستمع إليه فهيما.

و قيل فلان في الاستماع ذو أذنين‌ [1] و في الجواب ذو لسانين‌ [2] .

قال الشاعر:

إذا حدّثوا لم يخش سوء استماعهم # و إن حدّثوا قالوا بحسن بيان‌

و قال رجل: أذني قمع لمن يحدّثني.

النّهي عن محادثة من ساء استماعه‌

قيل: من لم ينشط لاستماع حديثك ما رفع عنه مئونة الاستماع. و قال عبد اللّه بن مسعود رضي اللّه عنه: حدث الناس ما حدجوك بأسماعهم، و لحظوك بأبصارهم، فإذا رأيت منهم إعراضا فأمسك.

و قيل: لا تطعم طعامك من لا يشتهيه. و قيل حدث حديثين امرأة فإن لم تسمع فأربع، أي كفّ.

الحثّ على ازدياد السّماع على المقال‌

سمع بقراط [3] رجلا يكثر من الكلام، فقال له: إن اللّه تعالى جعل للإنسان لسانا واحدا و أذنين، ليسمع ضعف ما يقول.

تفضيل السماع على المقال‌

كان أعرابي يجالس الشعبي‌ [4] فأطال الصمت، فسأله عن ذلك، فقال: أسمع فأعلم، و اسكت فأسلم.

و قيل لأعرابي: لم لا تتكلم؟فقال: حظّ لسان الرجل لغيره و حظّ سمعه له. و قال محمد بن المنكدر: لأن أسمع أحبّ إليّ من أن أنطق، لأن المستمع يتّقي و يتوقّى.


[1] قوله ذو أذنين: كناية عن حسن الاستماع.

[2] قوله ذو لسانين: كناية عن حسن البيان و الإفصاح.

[3] بقراط: أحد كبار أطباء الإغريق الأقدمين ولد سنة 460 ق. م، و كانت ولادته في جزيرة كوس و مات في تساليا و لم تحدّد سنة وفاته. بعض آثاره مترجم إلى العربية و منها «طبيعة الإنسان» .

[4] الشعبيّ محدّث و راوية في التّابعين و اسمه أبو عامر بن شراحيل. من تلاميذه أو حنيفة. و كان الشعبي مستشارا للخلفاء. أخذ الحديث عن الإمام علي و عائشة أم المؤمنين و أبي هريرة. مات الشعبيّ سنة 105 هـ (723 م) .

نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 96
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست