نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني جلد : 1 صفحه : 828
تذكرا الحرب فاختارا لها شبها # من غير أن عفيا فيها بسفك دم
أنظر إلى فطن جاشت بكرهما # في عسكرين بلا طبل و لا علم
هذا يغير على هذا فيغلبه # و ذا يغير و عين الحزم لم تنم
و قال السري الرفاء:
و كتيبتا زنج و روم أذكيا # حربا يظلّ بها الذكاء مناضلا
في معرك قسم الزمان بقاعه # بين الكماة المعلمين منازلا
لم يسفحا فيه دما و كأنّما # رشح الدّماء أعاليا و أسافلا
و كان ذا صاح يسير مقوّما # و كان ذا نشوان يخطر مائلا
أعجب بها حربا تثير إذا التظت # فضل الرجال و لا تثير قساطلا [1]
الماهر بالشّطرنج و الرّديء اللّعب
ليس لإجادة اللعب بالشطرنج نهاية و لا غاية، و من معجزاته أنه لا يكاد يتفق فيه دستان، و من مجيديهم الصولي، و لبعضهم:
و لربّما مهر السخيف بها # و تراه يمضغ لفظه حمقا
مرّ بعضهم بقوم يلعبون بالشطرنج و كان وسخا، فقال: ما أوسخ شطرنجهم، فقال بعضهم: اللعب أوسخ.
النوادر في الشّطرنج
قيل: النوادر في الشطرنج عدة للاعب كالحداء للاغب. و قال شاعر:
نوادر الشطرنج في وقتها # أحرّ من ملتهب الجمر
كم من ضعيف اللعب كانت له # عونا على مستحسن القمر
و روي أن أبا مسلم كان يلعب بالشطرنج، فوقع له شاه مات، فتمثل بقول الشاعر:
ذروني ذروني ما كففت فإنّني # إذا ما تهيجوني تميد بكم أرضي
و أنهض في ردّ الحديث إليكم # كتائب سودا طال ما انتظرت نهضي
كان المأمون عند قدومه من خراسان اشتهى الشطرنج، فاستحضر كبار أهله زيرب و جابر الكوفي و عبد الغفار الأنصاري، و كانوا يتوقرون بين يديه، فقال: إن الشطرنج لا يطيب مع الهيبة قولوا ما تقولون إذا خلوتم.
النّرد
قال بعض الحكماء: شبهت رقعة النرد بالأرض الممهدة لساكنها، و منازل الرقعة
[1] التظت: حمي أوارها و استعرت-قساطلا: الغبار الساطع في الحرب.
نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني جلد : 1 صفحه : 828