نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني جلد : 1 صفحه : 820
من يستطاب سماع الغناء منه
سئل حكيم عن فرق ما بين غناء النساء و الرجال، فقال: ما خلقت الأغاني إلا للغواني. و قيل: نعيم الدنيا أن تسمع الغناء من فم تشتهي تقبيله.
قال الجاحظ: كم بين أن تسمع الغناء من فم تشتهي أن تقبله و بين أن تسمعه من فم تشتهي أن تصرف بصرك عنه، و أيهما أملح أن يغنيك: فحل ملتف اللحية و شيخ منخلع الأسنان متغضن الوجه أو تغنيك جارية كطاقة نرجس أو آس، و أنشد:
من كفّ جارية كأن بنانها # من فضّة قد طرفت عنّابا
و قيل: أطيب الغناء ما أشجاك و أبكاك و أطربك و ألهاك. قال يحيى بن خالد لابن جامع: من أحسن الناس غناء، فقال: من أطرب الخاشع و أفهم السامع. قال الموصلي:
إذا تغنيت بالمديح ففخم أو بالنسب فأخضع أو بالمرائي فأحزن أو بالهجاء فشدد.
غناء يستطاب له الشّراب
سمع رجل غناء حسنا، فقال: السكر على هذا شهادة. و قال كشاجم:
فلست آبى و إن سقوني # على أغانيه نيل مصر
و قال الخبزارزي:
و لو أن البحور خمر لدينا # و تغنّيت لارتشفت البحورا
غناء غير مفهوم المعنى
قال أبو تمّام في وصف جارية:
و مسمعة يحار السمع فيها # طربت لحسنها بصدى غناها
و لم أفهم معانيها و لكن # ورت كبدي و لم أجهل شجاها [1]
فكنت كأنني أعمى معنى # بحبّ الغانيات و ما رآها
اقتراح الفارسي
قال بعض الأصفهانيين:
غننا يا غلامنا و أمهنا # و تنكّب غناءك العربيّا [2]
إنّنا معشر من العرب الـ # غرّ كرام فغنّنا الفارسيّا
و اسقناها مدامة نازعتها # وبس دامين بكرة و عشيّا
مغنّ قبيح الغناء
قال بعضهم: كأنه مكوك يتدحرج على درجة. و غنى مغن فقيل لبعض الندماء: كيف ترى؟ فقال: