نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني جلد : 1 صفحه : 807
(3) و مما جاء في وصف المجالس و أمكنة الشرب.
اختيار المجلس الفسيح
قيل للأحنف: أي المجالس أحب إليك؟قال: ما سافر فيه البصر و اتدع فيه البدن.
و قيل: المنازل الضيقة العمى الأصغر. و سئل بعضهم عن الغنى، فقال: سعة البيوت و دوام القوت. و قيل لبعضهم: ما السرور؟فقال: دار قوراء و امرأة حسناء و فرس مربوطة بالفناء.
و قيل لبعضهم: أي المجالس أطيب؟فقال: لو لا أن الشمس تحرق و المطر يغرق لما كان في الدنيا أحسن من شرب في الفضاء على وجه السماء.
و حدثني أبو سعيد بن مرداس أنه قعد مع جماعة فيهم ابن بابك تحت عريش كرم يشربون فأصابهم مطر، فقال ابن بابك:
وشى بريّا إليّ # طيف ألمّ فحيّا
و نبهتني شمول # تموت فيّ و أحيا
يا صخرة الرّعد رشّي # دمع الغمام عليّا
فحبّذا الروح وردا # و منحنى النورفيّا
هذي سماء مدام # لم تمش فيها الحميّا
فكلّ كرم سماء # و كلّ نجم ثريّا
حديث كلّ مجلس
قال أرسطاطاليس للإسكندر: احفظ ما أقول لك، إذا كنت في مجلس الشرب فليكن مذاكرتك الغزل فإنهم يأنسون إلى ذلك، و إذا جلست إلى خاصّتك فاذكر الحكمة فإنهم لها أفهم، و إذا خلوت للنوم فاذكر العفّة فإنها تمنعك أن تضع النطفة في ما لا معنى له.
مدح القعود في طرف المجلس و الاعتذار لذلك
دخل بعض الصوفية على الجنيد و قعد في طرف المجلس، و قال: حسبي يا سيّدي من مجلسك مكاني من قلبك. و قيل: الأطراف مجالس الأشراف. و دخل رجل على بعض الكبار فصدّره، ثم دخل آخر فقال له: تنح قليلا فرفعه إلى جنبه، ثم دخل آخر فقال له مثل قوله. فلم يزل الداخل الأول يتنحى حتى صار في طرف البساط، فقال لصاحب المنزل: قد تفرزنت أقوم فأرجع إلى موضعي، فضحك منه و رفعه إلى موضعه الأول.
الجلوس على الطّرق و في المساجد
مر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم على رهط، فيهم عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه، فقال: إيّاكم
نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني جلد : 1 صفحه : 807