و قال آخر:
ما على مثقّل من النّوم # و السكران فيما أتى من الآثام
و من يقرع الكاس اللئيمة سنه # فلا بدّ يوما أن يسيء و يجهلا
الممدوح بمسامحة رفيقه في الشّرب
قال بعضهم:
هلمّ اسقني كأسا و دع عنك من أبى # و روّ عظاما قصرهنّ إلى بلا
فإنّ نديمي غير شكّ مكرم # لديّ و عندي من هواه الذي أرتضى
و لست له في فضلة الكاس قائلا # لأصرعه سكرا تحس و قد أبى
و لكن أفديه و أكرم وجهه # و اشرب ما يسقي و أسقيه ما اشتهى
و قال أبو نواس:
و لست بقائل لنديم صدق # و قد أخذ الشراب بوجنتيه
تناولها و إلاّ لم أذقها # فيأخذها و قد ثقلت عليه
و لكنّي أداري الشرب عنه # و أصرفها بغمزة حاجبيه
فإن مدّ الوساد لنوم سكر # دفعت و سادتي أيضا إليه
من لا يعتدّ بمجالسته و من يعرض بمذهبه
قال بعض المحدثين:
خرجنا جميعا إلى نزهة # و فينا زياد أبو صعصعة
فستة رهط به خمسة # و خمسة رهط به أربعة
عندي جعلت لك الفدا # سهل و سهل ليس يجدي
إن لم تكن لي ثانيا # فكأنّني في البيت وحدي
و أصله لأبي حبة:
أصمّ إذا ناديت جهرا و إن تشر # فأعمى و إن تفعل جميلا فجاحد
و أقسم برا أن لو لا خياله # لما كنت إلاّ مثل من هو واحد
و قال صاحب و في يده كاس:
تطيب كئوسنا لو لا قذاها # و يحتمل الجليس على أذاها
فقال النابغة:
قذاها أن صاحبها لئيم # يحاسب نفسه بكم اشتراها