responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 779

لبعضهم: كم تشرب، قال: مقدار ما أفسد به ديني، و قيل ذلك لآخر، فقال: مقدار ما أقوى به على ترك الصلاة.

من أظهر رغبته فيها و قلّة صبره عنها

روي أن الحسن بن زيد رضي اللّه عنه لما ولي المدينة، قال لابن هرمة: لست كمن باع دينه رجاء مدحك أو خوف ذمك، فقد رزقني اللّه بولادة نبيه صلّى اللّه عليه و سلم الممادح و جنّبني المقابح، و إن من حقّه عليّ أن لا أغضي على تقصير في حق ربه، و أنا أقسم لئن أتيت بك سكران لأضربنك حدا للخمرة و حدا للسكر، و لأزيدن لموضع حرمتك بي، فليكن تركك ذلك للّه، تعن عليها و لا تدعها للناس فتوكل إليهم، فقال ابن هرمة:

نهاني ابن الرسول عن المدام # و أدّبني بآداب الكرام

و قال لي اصطبر عنها و دعها # لخوف اللّه لا خوف الأنام

و كيف تصبّري عنها و حبّي # لها حبّ تمكّن في عظامي

أرى طيب الحلال عليّ خبثا # و طيب النفس في خبث الحرام‌

كان أبو الهندي مولعا بالخمر، فقال له أبوه: إنها تورث السقم و تقل الطعم و تنحف الجسم، فقال: كلا إنها جوهرة قد امتزج فيها عرضان حمرة البهرمان و صفرة العقيان قد وصفها اللّه تعالى باللذة لشاربيها في القرآن، فرسّخ بذلك محبتها في الأبدان تجمع ما شت من شمل الإخوان.

و كان حارثة بن بدر مشتهرا بالشراب. و كان غلب على زياد فقيل لزياد: إنك تتهم لمصاحبته، فقال: كيف لي بأطراح من يسايرني مذ دخلت العراق، يصطك ركابه في ركابي و لا تقدمني فنظرت إلى قفاه، و لا تأخر عني فلويت عنقي له، و لا أخذ الشمس عليّ في الشتاء، و لا الظل في الصيف؛ و لا سألته عن علم إلا ظننت أنه لا يحسن غيره، فلما مات زياد جفاه ابنه عبيد اللّه، فقال له: أيها الأمير ما هذا الجفاء و قد عرفت مكاني من أبي المغيرة؟فقال: إن أبا المغيرة لم يكن ليلحقه عيب و أنا حدث، و لا آمن أن تشم منك رائحة الخمرة إن جالستني، فأتهم فأتركها، و كن أول داخل و آخر خارج، فقال: أنا لا أتركها لمن يملك ضرّي و نفعي، أ فأتركها لك. قال: فاختر إذا ما شئت من عملي فاختار رامهرمز، و قال: إن شرابها موصوف فلما توجه إليها استقبله جماعة، فيهم إياس بن إياس فأنشده:

أ حار بن بدر قد وليت ولاية

الأبيات و تقدمت.

من رغب فيها غير مفكّر في دين و لا مروءة

قيل للفرزدق: أي الأشربة أحب إليك؟قال: أقربها من الثمانين يعني الخمر. و قال عبيد اللّه بن زياد للأحنف: أي الأشربة أطيب؟فقال الخمر، قال: و ما يدريك و لست من أصحابها؟ قال: رأيت من أحلت له لا يتعداها و من حرمت عليه يتناولها، فلذلك عرفت طيبها.

نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 779
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست