فأقلّ ما في ترك مثلك شربها # توفيرها و طهارة الأقداح
و قال ابن باذان:
صرف الكاس عن دناة لئام # همّهم للشّقاء جمع الكنوز
الحثّ على مسابقة الزّمان بتناول المدام و تعاطي اللّذّات
قال العتابي:
بادر إلى اللذات مهما أمكنت # بورودهنّ بوادر الآفات
كم من مؤخّر لذّة قد أمكنت # لغدوّ ليس غد له بموات
حتّى إذا فاتت و فات طلابها # ذهبت عليها نفسه حسرات
تأتي المكاره حين تأتي جملة # و ترى السرور يجيء في الفلتات [1]
و قد أحسن المتنبي في هذا المعنى، حيث يقول:
ذر النفس تأخذ وسعها قبل بينها # فمفترق جاران دارهما عمر [2]
و قال آخر:
بادر فإنّ الزمان غرّ # من قبل أن يفطن الزّمان
و بادر فإنّا للخطوب فرائس
و قال ديك الجن:
خذ من زمانك ما صفا # و دع الذي فيه الكدر
فالعمر أقصر مدة # من أن يمحق بالغير [3]
و قال أبو الفرج الدمشقي:
و تغنم الغفلات من # دهر يجود على الكرام
و قال الخبزارزي:
و ذر الهموم نسيئة # و تعجّل اللذات نقدا
و ليزيد بن معاوية:
و من عرف الأيام معرفتي بها # يبادر باللذات قبل العوائق [4]
و خذ من الدّنيا و لذّاتها # فإنّما نحن بها عارية [5]
[1] الفلتات: جمع فلتة و هي الأمر الذي يقع من غير تفكير أو إحكام.
[2] ذر: دع-الوسع: الجدة و الطاقة، و يريد بالجارين الروح و البدن، يجتمعان مدة العمر، فإذا فرغ افترقا.
[3] يمحق: ينقص و تذهب بركته.
[4] العوائق: الشواغل.
[5] العارية: جمع عوار، ما يتداوله القوم بينهم.