نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني جلد : 1 صفحه : 770
العبد يذنب فيتصور له ذنبه، و يعلم أن اللّه ربه، و إذا سكر نسي ذنبه و لم يعرف ربه، و شرّ الذنوب ما فرق بين العبد و بين معرفة ربه. و روي أن إبليس قال: مهما أعجزني ابن آدم فلن يعجزني إذا سكر أن آخذ بزمامه فأقوده حيث أشاء، و أحمله على ما أريد.
قال شاعر:
و إن امرأ يبتاع سكرا بصحّة # لفي سكرة تغنيه عن ذلك السّكر [1]
حدّ السّكر
قيل لبعضهم: ما حد السكر؟قال هو أن تعزب عنه الهموم و يظهر سرّه المكتوم.
و قيل: حده أن يحسن عندك ما كان قبيحا، و أخذ ذلك أبو نواس، فقال:
اسقني حتّى تراني # حسنا عندي القبيح
و له:
لا تلمني على التي فتنتني # و أرتني القبيح غير القبيح
وصف سكران
انتهى المأمون إلى يحيى بن أكثم فرآه ثملا نائما في الرياحين، فقال له: قم، فقال:
رجلي لا تطاوعني، فقال: خذ، فقال: كفيّ لا تواتيني، فقال فيه:
و صاحب و نديم ذي محافظة # سبط البنان بشرب الرّاح مفتون [2]
ناديته و رواق الليل منسدل # تحت الظلام دفين في الرّياحين
فقلت: قم قال: رجلي لا تطاوعني # فقلت: خذ، قال كفّي لا تواتيني
إنّي غفلت عن السّاقي فصيّرني # كما تراني سليب العقل و الدّين
و قال ابن المعتز:
مشوا إلى الرّاح مشي الرخّ و انصرفوا # و الرّاح تمشي بهم مشي الفرازين [3]
و قال أبو الوفاء:
حتى يروح السكر فينا و قد # قام مقام الشّكل و العقل
و قال آخر:
مزة تترك عقلي # ذاهبا في التّرّهات
[1] المقصود إن الذي يبادل الصحة بالسكر هو في سكرة تغنيه عن ذلك.