نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني جلد : 1 صفحه : 746
كون السّخاء واقيا من النّقم
قال اللّه تعالى: وَ مََا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اَللََّهُ[1] ، و قال تعالى: و ما تفعلوا من خير فلن تكفروه [2] و قال النبي صلّى اللّه عليه و سلم: أهل المعروف في الدنيا أهل المعروف في الآخرة، و قال: عليكم باصطناع المعروف فإنه يقي مصارع السوء، و قال صلّى اللّه عليه و سلم: السخاء شجرة من أشجار الجنّة أغصانها متدلية في الدنيا فمن أخذ بغصن من أغصانها أدّاه إلى الجنة، و البخل شجرة من أشجار النار فمن أخذ بغصن من أغصانها أداه إلى النار.
و قال أمير المؤمنين رضي اللّه عنه: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم يقول: إنما أمهل فرعون مع ادعائه الربوبية لسهولة إذنه و بذل طعامه. و قال ابن عباس رضي اللّه عنهما: صاحب المعروف لا يقع، و إن وقع وجد متكأ و قيل لحكيم: ما الذي يشبه من أفعال العباد فعل اللّه؟فقال: الإحسان إلى الناس.
كون المحسن محبوبا عند اللّه و رسوله
قال النبي صلّى اللّه عليه و سلم: أ لا أدلكم على شيء يحبه اللّه و رسوله، قالوا بلى، قال: التغابن [3]
للناس. و قال صلّى اللّه عليه و سلم: تجافوا عن ذنب السخي، فإن اللّه تعالى آخذ بيده. و قال: السخي قريب من اللّه قريب من الناس، و البخيل بعيد من اللّه بعيد من الناس. و قال صلّى اللّه عليه و سلم: سادة الناس في الدنيا الاسخياء و في الآخرة الاتقياء. و قال: الخلق كلّهم عيال اللّه و أحبهم إلى اللّه أنفعهم لعياله.
و قالت عائشة رضي اللّه عنها: جبلت القلوب على حب من أحسن إليها و بغض من أساء إليها. و قيل: من بذل دراهمه أحبه الناس طوعا أو كرها. و قيل: من غزر عوارفه كثر معارفه. و قيل لحكيم: هل شيء خير من الدراهم و الدنانير قال معطيهما، ابن علقمة:
و لا تسأل الأضياف من هم فإنّهم # هم النّاس من معروف وجه و منكر
من لا يتعلّل على معتفيه
قال معاوية بن جعفر:
بل لا نقول إذا تبوأ منزلا # إن المحلّة شعبها مكدود [4]
إذ بعضهم يحمي مراصد بيته # عن جاره و سبيلنا مورود [5]
و قال آخر:
أضفت و لم أفحش عليه و لم أقل # لأحرمه إن الفناء مضيق
[3] تغابن القوم: أن يغبن القوم بعضهم بعضا، و يوم التغابن يوم البعث إذ يغبن أهل الجنة أهل النار أي استنقصوا عقولهم لاختيارهم الكفر و من معاني التغابن التغافل و النسيان و لعلّه المقصود في هذا السياق.