نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني جلد : 1 صفحه : 716
التّمر
قال النبي صلّى اللّه عليه و سلم: من تصبّح بسبع تمرات عجوة لم يصبه يومه ذلك سم و لا سحر و قال صلّى اللّه عليه و سلم: أول ما يفطر به الرطب و التمر و أول ما تأكل النفساء الرطب و التمر، لأن اللّه سبحانه و تعالى قال لمريم: وَ هُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ اَلنَّخْلَةِ تُسََاقِطْ عَلَيْكِ رُطَباً جَنِيًّا[1] .
و قال شيخ: ما وضع الناس في أفواههم شيئا أطيب من عجوة، و وصف أعرابي تمرا، فقال: تمرات جرد فطس يغيب فيهن الضرس، كأن نواها ألسن الطير تضع التمرة في فمك فتجد حلاوتها في كعبك.
و قال أعرابي: ضفنا فلانا فأتى بتمر كأعنان الوردان يوحل فيه الضرس. و قيل: خير التمر ما غلظ لحاه و رقّ سحاه و دقّ نواه.
قال النابغة يصفه:
صغار النوى مكنوزة ليس قشرها # إذا طار قشر التمر عنها بطائر
و قال آخر:
و كنت إذا ما قرّب الزاد مولعا # بكلّ كميت جلده لم يؤسف
مداخلة الأقراب غير ضئيلة # كميت إذا خفت مزادة مخلف
و قال آخر:
يا حبّذا التمرة ما أحلاها # تدمن الفقحة من ذكراها [2]
و قال الحجّاج يوما لجلسائه: ليكتب كل واحد منكم أطيب طعام و ليدفعه إليّ، فكتب كلهم: التمر و الزبد، و قال سوار لرجل حضر الشهادة، بم تشهد، فقال:
شهدت بأن التمر بالزبد طيّب # و إن الحبارى خالة الكروان
فقال أما الأول فإني أشهد به أيضا.
أكل التمر
قال بعضهم: لم أنتفع بأكل التمر إلا مع الزنج و أهل أصفهان، فالزنج لا تختار و أنا أختار، و أهل أصفهان يأخذون قبضة فإلى أن يفرغوا من أكلها لم يأخذوا من غيرها و أنا أختار كما أحب. و قيل: فلان برم قرون أي لا يخرج مع أصحابه و يأكل تمرتين تمرتين.