ذات حفافين من الصبغ، لها جناحان من العراق أضرب فيها ضرب الولي السوء في مال اليتيم.
قال حسّان:
ثريد كأنّ السمن في جنباته # نجوم الثريّا أو عيون الضياون [1]
قال الأصمعي: قلت لأعرابي هل لك في ثريدة؟قال نعم:
ثريدة محمومه # في صحفة مكمومه
قد ألحفت رقاقا # و كللت عراقا [2]
المرق
قيل: المرق أحد اللحمين، و قال النبي صلّى اللّه عليه و سلم: إذا طبخ أحدكم اللحم فليستكثر من المرق، فمن عدم اللحم أكل المرق، فهو أحد اللحمين، قال:
و أكثر الشّرب إن لم يكثر اللبن
و أهدى صالح بن عميرة إلى سعيد بن سلم جوذابة، فكتب إليه:
بعثت إليّ بجوذابة # فأين التي جاء جوذابها [3]
فقال لابن أخيه أجبه، فكتب إليه:
بعثنا إليك بجوذابة # و حاز الأوزّة أصحابها
الشّواء
قال ابن الرومي:
و سميطة صفراء دينارية # ثمنا و لونا زفّها لك حزور [4]
ظلنا نقشر جلدها عن لحمها # فكأنّ تبرا عن لجين يقشر [5]
و يقاربه في صفته:
شديد اصفرار الكشيتين كأنما # يطلى بورس بطنه و شواكله [6]
و قال ابن طباطبا:
لا أنس لم أنس قبل الحشر مائدة # ظلنا لديك بها في أشغل الشغل
إذ أقبل الجدي مكشوفا ترائبه # كأنّه متمطّ دائم الكسل
قد مدّ كلتي يديه لي فأذكرني # بيتا تمثّلته من أحسن المثل
[1] عيون الضياون: عيون الهررة.
[2] عراقا: العراق العظم أكل لحمه.
[3] الجوذاب: طعام يصنع بسكّر و أرز و لحم.
[4] الحزور و الحزّور: الغلام إذا اشتدّ و قوي.
[5] شبّه إهاب الدجاجة بالتّبر لاصفراره و لحمها باللجين لابيضاضه.
[6] الورس: نبات كالسمسم، يصبغ به-شواكله: جمع شاكله و هي الخاصرة.