نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني جلد : 1 صفحه : 688
و وقّع عبد الحميد في رقعة مستميح كان قد برّه مرارا: قد نفد ما عندنا لمثلك فارغب إلى من لا ينفد ما عنده.
عذر من أعطى قليلا
أتى رجل زياد بن أبي سفيان سائلا، فأعطاه درهما، فقال: صاحب العراقين يعطيني درهما، فقال: إنّ من بيده خزائن السموات و الأرض ربما رزق أخص عبيده التمرة و اللقمة و ما يكثر عندي أن أصل رجلا بمائة ألف درهم و لا يصغر أن أعطي سائلا رغيفا، إذا كان رب العالمين يفعل ذلك.
و رفع حشم جعفر بن يحيى إليه قصة يستزيدونه أرزاقهم، فقال لعمرو بن مسعدة، فكتب إليه: قليل دائم خير من كثير منقطع، فقال جعفر: أي وزير بين جنبيه.
عذر من أفقره الجود
قصد جماعة ابن هرمة فخرجت بنية له فاعتذرت، فقالوا: أ ليس أبوك الذي يقول:
لا أمنع العود بالفصال و لا # ابتاع إلا قريبة الأجل
فقالت: نعم. هذه العادة منه تركتكم بلا قرى.
قال جحظة:
جاء الشتاء و ما عندي له ورق # فيما عددت و لا عندي له خلع
كانت فبدّدها جود ولعت به # و للمساكين أيضا بالنّدى ولع
و قال أبو الشمقمق:
الجود أفلسهم و غيّر حالهم # و اليوم إن سئلوا النوال تمحّلوا [1]
و سأل رجل آخر شيئا فاعتذر إليه فقال السائل: العذر الصادق مع النية الجميلة يقومان مقام النجح.
أنواع مختلفة من باب الجود
قال ابن الرومي:
يعطي و ينمي اللّه أمواله # و البحر لا ينضبه النزح [2]
و مما روي في الخبر: أن للّه ملائكة تنادي كل صباح و مساء اللهمّ اجعل لمنفق خلفا و لممسك تلفا.
و قال البحتري فيمن سامحه بخراجه:
و كنت إذا ما رمت عندك حاجة # على كند الأيام هان علاجها [3]