نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني جلد : 1 صفحه : 681
و قال المتنبّي:
ستروا النّدى ستر الغراب سفاده # فبدا، و هل يخفى الرباب الهاطل [1] ؟
و وصف أعرابي رجلا، فقال إذ أعطى شكر و إذا أعطى ستر.
المسرور بما يعطيه
لمّا دخل الفضل بن يحيى الرقّة، قال لو كلائه: أحصوا منزل من يغنيه ألف درهم فاحصوا ثلاثمائة منزل فوجه إليهم ثلاثمائة ألف درهم، ثم وضع له الطعام، فقال: ما أكلت طعاما أهنأ منه اليوم، و قد علمت أني أغنيت ثلاثمائة بيت.
قال أبو تمّام:
لو يعلم العافون كم لك في النّدى # من لذّة و قريحة لم تحمد [2]
و قال زهير:
تراه إذا ما جئته متهلّلا # كأنّك تعطيه الذي أنت سائله
و قال الأعشى:
يرى البخل مرّا و العطاء كأنّما # يلذّ به عذبا من الماء باردا
و قال أبو تمّام:
و نغمة معتف يرجوه أحلى # على أذنيه من نغم السّماع
و قال معاوية يوما لجلسائه: ما بقي من لذاتكم؟فقالوا: ضروب من القول، فقال ذلك لوردان مولى عمر، فقال: النظر في وجه كريم أصابته من دهره جائحة فاصطنعت إليه، فقال معاوية: أنا أحق بهذه منك، فقال: أحق بها من سبق إليها و أنت أقدر عليها فافعل.
و دخل هشام بن عروة على المنصور، فشكا إليه دينا، فأعطاه عشرة آلاف درهم، فقال: يا أمير المؤمنين روي عن النبي صلّى اللّه عليه و سلم أنه قال من أعطى عطية و هو طيب النفس بورك للمعطي و المعطى منها، أ فنفسك طيبة بها، قال: نعم.
من اشتغاله بالعطاء
قال بعضهم:
فتى لا تراه الدهر إلا و نفسه # تجود بخير أو تهمّ بخير