نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني جلد : 1 صفحه : 665
قلّة نفع المال ما لم ينفق
قال هبيرة السلوليّ:
و ما الفرق بين المال لو لا امتهانه # و بين الحصى المجموع أو كثب الرمل
المتبجّح بإنفاق ماله لتصوّر مماته
و قال بعضهم:
و لقد علمت لتأتينّ عشيّة # لا بعدها خوف عليّ و لا عدم
و أزور بيت الحقّ زورة ماكث # فعلام أحفل ما تقوض و انهدم
فلأتركنّ الساملين حياضهم # و لأحبسنّ على مكارمي النعم [1]
و كتب روح إلى خالد بن عبد اللّه القسري يحثه على الإمساك، فأجابه و قال:
خوفتني مما يجوز كونه و السلامة منه و نهيتني عن فعل ما أوجب الحق، و ما أنا ممن يترك ما أوجبه الحق لما خوف منه ظن.
من لا يكفّه قول العذّال عن إنفاق المال
قال أبو أسد:
أرادت لتثني الفيض عن عادة النّدى # و من ذا الذي يثني السّحاب عن القطر [2]
و قال المتنبّي:
و ما ثناك كلام الناس عن كرم # و من يسدّ طريق العارض الهطل [3]
و قال آخر:
فنفسك ولّي اللوم عاذل و انطحي برأسك إن كان الصّفا و ذريني [4]
من عادته البذل
يقال إنه لما مات حاتم تشبه به أخوه، فقالت له أمه: لا تتعبن فيما لا تناله، فقال و ما يمنعني و قد كان شقيقي و أخي من أمي و أبي، فقالت: إني لما ولدته كنت كلما أرضعته أبي أن يرضع حتى آتيه بمن يشاركه فيرضع الثدي الآخرة و كنت إذا أرضعتك و دخل صبي بكيت حتى يخرج، قال شاعر:
يلام أبو الفضل في جوده # و هل يملك البحر أن لا يفيضا
[1] الساملين حياضهم: الذين لا يخرجون من مائها إلاّ القليل.