و قال ثوبة:
و من يبق مالا عزة و صيانة # فلا الشحّ مبقيه و لا الدهر وافره
و قال بشّار:
أ خالد إن الجود يبقى لأهله # جمالا و لا تبقى الكنوز على الكدّ [1]
و قال آخر:
رأى المال لا يبقى فأبقى به حمدا
قلّة الاعتداد بموت من لا ينتفع به
قيل: من لا يعتد بحياته لم يتوجع لمماته. قال ابن مقبل:
و أيسر مفقود و أهون هالك # على الحيّ من لا يبلغ الحيّ نائله
طيب عيش من عاش غيره فنائه
قيل للمغيرة بن شعبة من أحسن الناس عيشا، فقال: من عاش غيره في خير عيشه.
و قال آخر: أفضل الناس عيشا من عاشت الرجال في فضله.
المال لا ينفع من خلّفه
قال أبو كدوا:
ليست بباكية إبلي إذا فقدت # صوتي و لا وارثي في الحيّ يبكيني
قال ضمرة:
هل تخمشنّ إبلي على وجوهها # أم تعصبنّ رءوسها بسلاب [2]
و قال حاتم:
أ ماويّ ما يغني الثّراء عن الفتى # إذا حشرجت نفس و ضاق بها الصّدر [3]
المال لا يقي من الموت
قال حاتم:
أعاذل إن الجود ليس بمهلكي # و لا يخلد النفس الشحيحة لؤمها
و قال سوادة:
ذريني فإن البخل لا يخلد الفتى # و لا يهلك المعروف من هو فاعله
و قال المخبّل:
إني و جدّك ما تخلدني # مائة يطير عفاؤها أدم [4]
[1] على الكدّ: على الطلب و الإلحاح.
[2] السلاب: ثوب المآتم و الحداد.
[3] أ ماويّ: يخاطب ابنته-حشرج: ردّد صوته و نفسه في حلقه عند الموت.
[4] عفاؤها: العفاء: التراب، المطر، و العفاء أيضا: الهلاك.