و قال الصّولي [1] في نفطويه [2] :
يشرع في أكثر العلوم و لا # يعرف منها أقلّها خطرا
من ادّعى ففضحه الامتحان
و يدّعي الحفظ للقران و لا # يقوم بالحمد و حدها نظرا
و قيل: لسان الدعوى إذا نطق فضحه الامتحان.
و قال الشاعر:
كلّ من يدّعي بما ليس فيه # كذّبته شواهد الامتحان
ذمّ من يصيب من غير قصد
ذمّ أعرابي رجلا فقال خطؤه بعد اجتهاد و صوابه من غير اعتماد.
قال الشاعر:
يصيب و ما يدري و يخطي و ما درى # و كيف يكون النّوك إلا كذلك [3]
الموصوف بالإصابة مرّة و الخطأ أخرى
قيل في المثل: يشجّ مرة و يأسو أخرى. و قيل: شخب في الإناء و شخب في الأرض، يشوب [4] و يروب [5] فؤاد خطاء و واد مطر.
من سئل فتبلّه
سألته عن علمه فكأنّما # سألت عن سكّانه ربعا خلا
و قال آخر:
كأنّهم عند السؤال جلامد [6]
من يروي علما و لا يفهم
قال اللّه تعالى: كَمَثَلِ اَلْحِمََارِ يَحْمِلُ أَسْفََاراً [7] .
[1] الصّولي: هو أبو بكر الصولي صاحب كتاب الأوراق في. من آثاره «الأوراق» . كانت وفاته في البصرة سنة (946 م) . و كان الصّولي مشهورا بلعبة الشطرنج.
[2] نفطويه: هو إبراهيم نفطويه و أصله من واسط. ولد عام 850 و مات سنة 937 م، و كان من مشاهير اللغويين و النحاة و الأدباء. عاش أكثر حياته في بغداد.
[3] النوك: الحمق.
[4] يشوب: يخون أو يغش.
[5] يروب: يتحيّر.
[6] الجلامد: الصخور.
[7] القرآن الكريم: الجمعة/5.