و قيل: أهنأ المعروف أعجله. و قال بعض الناس: إذا أوليتني نعمة فجعلها فإن النفس مولعة بحب العاجل، و إن اللّه تعالى قد أخبر عما في نفوسنا، فقال: كَلاََّ بَلْ تُحِبُّونَ اَلْعََاجِلَةَ[3] . و قال مروان بن أبي حفصة:
فما نحن نخشى أن يخيب دعاؤنا # لديك و لكنّ أهنأ العرف عاجله [4]
الحثّ على تعجيل الرّفد أو الرد
قيل: من الظفر تعجيل اليأس من الحاجة إذا أخطأك قضاؤها. و قيل: السراح من النجاح. و قال بعضهم: أنت ذو أناة أعجز عن الصبر عليها، فوعد نجيح أو يأس مريح.
و سأل رجل طائيا، فمنعه. فقال له: لم تجد جوادا حاتميا، فقال: إن لم أجد جوده فقد منعت منه، حيث يقول:
أماري فأما مانع فمبين # و إما عطاء لا ينهنه الزّجر [5]
و قال آخر:
أرحني بيأس أو بتعجيل حاجة # فكلتاهما للمرء روح منعم [6]
و لا تك كالعذراء يوم نكاحها # إذا استؤذنت في نفسها لم تكلّم
و قيل: إن بعض الناس أقام بباب بعض الملوك مدة فلم يحظ منه بشيء، فكتب أربعة أسطر في رقعة: الأول الأمل و الضرورة أقدماني عليك، الثاني ليس على العدم صبر، الثالث الرجوع بلا فائدة شماتة الأعداء، و الرابع إما نعم مثمرة و آمالا ميئسة، فكتب تحت كل سطر: زه يعطى لكل منها أربعة آلاف درهم.