نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني جلد : 1 صفحه : 625
و قال آخر:
كرام نقصت النّاس لمّا بلغتهم # كأنّهم ما جفّ من زاد قادم
قصد من طاب في فنائه الزمان و الحياة
و قال ابن الرومي:
أريد مكانا من كريم يصونني # و إلاّ فلي رزق بكلّ مكان
و قال المتنبّي:
و ما رغبتي في عسجد أستفيده # و لكنّها في مفخر أستجدّه [1]
و له:
إذا نلت منك الجاه فالمال هيّن # و كلّ الذي فوق التّراب تراب [2]
من قصد سلطانا سائلا لقومه
أتى عبد العزيز بن زرارة باب معاوية، فلما أذن له وقف بين يديه، فقال: يا أمير المؤمنين دخلت إليك بالأمل و احتملت جفوتك بالصبر، و رأيت قوما أدناهم منك الحظ و آخرين باعدهم منك الحرمان، فليس للمقرب أن يأمن و لا للمبعد أن ييأس.
و قال زياد بن أبيه: أشخصت قوما إليك الرغبة و أعقدت آخرين عنك المعاذير، و قد جعل اللّه في سعة فضلك ما يجير المتخلف و يكافئ الشاخص، و الخير دليل على أهله، و الخصب منتجع في مظانّه.
و قيل: أصاب القوم مجاعة في عهد هشام فدخل إليه وجوه الناس من الأحياء، و في جملتهم درواس بن حبيب العجلي و عليه جبة صوف مشتمل عليها بشملة قد اشتمل بها الصماء، فنظر هشام إلى حاجبه نظر لائم في دخول درواس إليه، و قال: أ يدخل عليّ كل من أراد الدخول. و كان درواس مفوّها فعلم أنه عناه، فقال درواس: يا أمير المؤمنين ما أخلّ بك دخولي عليك و لقد شرفني و رفع من قدري تمكني من مجلسك، و قد رأيت الناس دخلوا لأمر أعجموا عنه، فإن أذنت في الكلام تكلّمت، فقال هشام: للّه أبوك تكلّم، فما أرى صاحب القوم غيرك، فقال: يا أمير المؤمنين تتابعت علينا سنون ثلاث، أما الأولى فأذابت الشحم، و أما الثانية فأكلت اللحم، و أما الثالثة فانتقت المخ و مصت العظم، و للّه في أيديكم أموال، فإن تكن للّه فاعطفوا بها على عباد اللّه، و إن تكن لهم فعلام تحبسونها عنهم، و إن تكن لكم فتصدقوا بها عليهم فإن اللّه يجزي المتصدقين و لا يضيع أجر المحسنين. فقال هشام: للّه أبوك ما تركت واحدة من ثلاث، و أمر بمائة ألف دينار فقسمت في الناس، و أمر لدرواس بمائة ألف درهم، فقال: يا أمير المؤمنين أ لكل رجل من المسلمين مثلها، قال: لا و لا يقوم بذلك بيت المال، فقال: لا حاجة لي فيما