responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 623

ذريني أكثر حاسديك برحلة # إلى بلد فيه الخصيب أمير [1]

فتى يشتري حسن الثناء بماله # و يعلم أن الدائرات تدور [2]

فما جازه جود و لا حلّ دونه # و لكن يسير الجود حيث يسير

من يهين أو يكرم مركوبه إذا بلغ مطلوبه‌

و قال الشمّاخ:

إذا بلغتني و حملت رحلي # عرابة فاشرقي بدم الوتين‌ [3]

قد استقبح الناس هذا المعنى، و قالوا: بئسما جازاها. و هذا مثل ما قال النبي صلّى اللّه عليه و سلم للمرأة التي ركبت بعير النبي صلّى اللّه عليه و سلم و تخلصت به، فقالت: يا رسول اللّه إني نذرت إن خلصني اللّه به لأنحرنّه، فقال صلّى اللّه عليه و سلم: بئسما جازيته لا نذر في مال غيرك.

و قال أبو نواس معارضا للشمّاخ:

أقول لناقتي إذ بلّغتني # لقد أصبحت عندي بالثمين

فلم أجعلك للغربان نحلا # و لا قلت أشرقي بدم الوتين‌

و قال آخر:

و إذا المطيّ بنا بلغن محمّدا # فظهورهنّ على الرجال حرام

قرّبننا من خير من وطئ الثّرى # فلها علينا حرمة و ذمام‌ [4]

من ذكر أنه تحمّل تعبا في قصد معتفاه‌

دخل رجل على معاوية، فقال: هززت ذوائب الرحال إليك إذ لم أجد معولا إلاّ عليك، أمتطي إليك بعد النهار و اسم المجاهل بالآثار، يقودني نحوك رجاء و يسوقني إليك بلاء، و النفس مستبطئة و الاجتهاد عاذر إذا بلغتك فقط، فقال: احطط رحالك و قوّ آمالك و كن على ثقة بالإنصاف و الإسعاف.

و قدم وفد بني تميم على عبد الملك و فيهم عمرو بن عتبة، فقال: يا أمير المؤمنين نحن من نعرف و حقّنا لا ينكر، و جئناك من بعيد و نمت بقريب و ما تعطينا من خير فنحن أهله، و ما ترى من جميل فأنت أصله، فضحك عبد الملك، و قال: يا أهل الشأم هؤلاء قومي و هذا كلامهم.


[1] الخصيب: أحد ولاة مصر.

[2] الدائرات تدور: كناية عن تقلّب الدهر من حال إلى حال.

[3] دم الوتين: دم شريان في القلب إذا انقطع مات صاحبه.

[4] خير من وطئ الثرى: المقصود النبي صلّى اللّه عليه و سلم.

نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 623
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست