لما رجع الرشيد عن الحج كان قد نذر أن يتصدق بألف دينار على أحق من يجده، فدفع يوما ألف دينار إلى بعض ثقاته و أمره أن يطلب فقيرا مستحقا فيعطيه، فأخذ يطوف في الأسواق فإذا رأى فقيرا مستحقا للإعطاء، قال: لعلّي: أجد أفقر منه، فانتهى بالعشي إلى عريان محلوق الرأس في خربة، فقال في نفسه: لا أجد أفقر من هذا. فقال: يا فتى خذ هذا المال و استغن به، فقال: لا حاجة لي فيه، قال: أحب أن تأخذه، قال: إن كان
[1] ولاّج (صيغة فعّال للمبالغة) : كثير الولوج أي كثير الدخول من ولج يلج البيت و في البيت: دخل منه- الفافة: العوز و الحاجة.
[2] يطوي: يجوع من طوى يطوي طيّا الرجل: تعمّد الجوع و قصده-الشحّ: البخل-بطنا خميصا: أي ضامرا من الجوع.
[3] تحشى بزنبور: الزنبور نوع من الشجر، له حمل مثل الزيتون، يأكله الناس كالرطب و المقصود ثمر الزنبور.
نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني جلد : 1 صفحه : 617