نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني جلد : 1 صفحه : 606
و قال الموسوي:
من كان يرجو نعيما لا زوال له # فلا تكن هذه الدنيا له شجنا [1]
قال وهب: خرج العزّ و الغنى يجولان فلقيا القناعة فاستقرا. قال شاعر:
بلوغ المنى أن لا تكاثر بالمنى # و نيل الغنى أن لا تنافس في الغنى
و من كان للدنيا أشدّ تصوّرا # تجده عن الدنيا أشدّ تصونا [2]
و قيل: ثمرة القنع الراحة و ثمرة التواضع المحبة.
قال الموسوي:
و إني لألقى راحتي في تقنع # و في طلب الإثراء طول عنائيا [3]
و له:
حسبي غنى نفسي الباقي فكلّ غنى # من المغانم و الأموال ينتقل
و قال ابن نباتة:
و إن المرء ما استغنى غنى # و حاجته إلى الشيء افتقاره
غمّ الحريص و تعبه
من لم يكن قنعا لم يزل جزعا. الرغبة مفتاح التعب و غاية النصب. و قيل: جعل اللّه الخير في بيت و جعل مفتاحه الزهد، و جعل الشر في بيت و جعل مفتاحه حب الدنيا.
و قال بزرجمهر: الغنى قلة التمنّي و الرضا بما يكفي. غمّ الدنيا الحرص عمّا لعلك لا تناله، إياك و الحرص فإنه يورد المشارب الكدرة و يسف للمطاعم القذرة.
و قال عمر رضي اللّه عنه: ما كانت الدنيا هم أحد إلا لزم قلبه أربع، فقر لا يدرك غناه و هم لا ينقضي مداه و شغل لا تنفذ أولاه و أمل لا يدرك منتهاه، و قيل: لا تخدم الحرص تعش ذا سرور. و اجتاز عبد اللّه الصفار بسجن فقال لصاحب له: بم حبس من في السجن؟ فقال: لا أدري، فقال: غطى النعيم على قلبك في شيئين التشفّي و الشره.
ذمّ الحريص و عزّة القنع
قال النبي صلّى اللّه عليه و سلم: حب الدنيا رأس كل خطيئة و من خطبها تأهب للذل. من قل قنوعه كثر خضوعه. الحر عبد إذا طمع و العبد حر إذا قنع. الطمع طبع من صبر على الخل و البقل لم يستعبد.
و قال أبو العتاهية:
إذا ما المرء لم يقنع بعيش # تقنّع بالمذلّة و الصّغار [4]