نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني جلد : 1 صفحه : 592
و اشتدّت علته، فسألته، فقال: كنا إذا أردنا لم نجد حتى إذا وجدنا لم نرد.
الموصوف بالفقر و الجهل
و قال شاعر:
يظلّ عديم أموال و لبّ # يرقّ له المكاشح و المعادي [1]
و سئل أعرابي عن رجل، فقال: ما له حول و لا معقول و لا مال و لا حال.
ذمّ دنيء تموّل
إذا أيسر الدنيء ابتلي به ثلاثة، صديقه القديم يفارقه، و امرأته يتسرّى عليها و باب داره يغيّره، و قد نظم ذلك في قوله:
إذا استغنى الوضيع و نال جاها # و أنكر نخوة في النّاس نفسه
حبا خلصان إخوته جفاء # و غيّر بابه و أبان عرسه [2]
أخذه من ابن أبي البغل:
إذا ما ساقط أثرى تعدّى # و أنكر قبل كلّ الناس نفسه
و غيّر باب منزله و أربى # على جيرانه و أبان عرسه
قال عمرو بن العاص: لأن يسقط ألف من العلية خير من أن يرتفع واحد من السفلة.
و قال البحتري:
محاريب الدنيا نباهة جاهل # فلا ترتقب إلا خمول نبيه
النهي عن البطر عند الغنيّ و ذمّ ذلك
قال اللّه تعالى: إِنَّ اَلْإِنْسََانَ لَيَطْغىََ `أَنْ رَآهُ اِسْتَغْنىََ[3] . و قيل: البطر يقتضي الفقر و النظر يقتضي العبر. و قيل: أكثر شكر اللّه على نعمه فالبطر من قلّة الشكر.
و قال شاعر:
خلقان لا أرضى طريقهما # خلق الغنى و مذلّة الفقر
فإذا غنيت فلا تكن بطرا # و إذا افتقرت فته على الدّهر [4]
و في كتاب كليلة: لا يبطر العاقل لمنزلة أصابها كالجبل الذي لا تزلزله الرياح الشديدة و السخيف تبطره أدنى منزلة كالحشيش الذي تحركه أدنى الرياح.