نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني جلد : 1 صفحه : 591
أنه وسع رزقي و جعل بين كل ذراع أربع أسطوانات، فليس لي دار يضيقها. سمع صبي فقير امرأة في جنازة تقول: يذهبون بك إلى بيت ليس له غطاء و لا وطاء و لا عشاء و لا غداء و لا سراج، فقال الصبي: يا أبت إنهم يذهبون به إلى بيتنا. و قيل لمزبد: بع قطيعتك، فقال له: ما ملكت قط إلا قطيعة الرحم، قيل له ما عندك من آلة الخبيص، قال: الماء، و قيل له ما أعددت للبرد، قال: الرعدة.
متعذر لفقره بأنّ الجود فرق ماله
طلب قوم ابن هرمة فلم يجدوه في منزله فقالوا لابنته: أقرينا، قالت: ما لنا شيء، قالوا فأين قول أبيك:
لا أمتع العود بالفصال و لا # أبتاع إلا قصيرة الأجل
قالت فذلكم الذي منعكم القرى.
قال دعبل:
قالت سلامة أين المال قلت لها # المال ويحك لاقى الحمد فاصطحبا
الحمد فرق مالي في الحقوق فما # أبقين ذما و لا أبقت له نشبا [1]
و قال جحظة:
جاء الشتاء و ما عندي له ورق # مما وهبت و لا عندي له خلع [2]
كانت فبدّدها جود ولعت به # و للمساكين أيضا بالنّدى ولع [3]
من نسي فقره بعد زواله
قال شاعر:
يعيش الفتى بالفقر يوما و بالغنى # و كلّ كأن لم يلق حين يزايله [4]
و قال آخر:
كأن الفتى لم يعر يوما إذا اكتسى # و لم يك صعلوكا إذا ما تموّلا
تأسّف من ضيّع ماله ثم احتاج إليه
و كان المال يأتينا فكنّا # نبذّره و ليس لنا عقول
فلمّا أن تولّى المال عنّا # عقلنا حين ليس لنا فضول [5]
تأسّف من وجد خيرا لم ينتفع به
قال القلابي: دخلت على الجاحظ في منصرفي من عند السلطان، و قد حسنت حاله