responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 583

محبّة النّاس للمال‌

قال عمرو بن العاص لمعاوية: ما أشد حبك للمال، قال: و لم لا أحبه و أنا أتعبد به مثلك، و أبتاع به مروءتك و دينك. و قال بعض الفرس: من زعم أنه لا يحب المال فهو عندي كاذب حتى يثبت صدقه، و إذا ثبت صدقه فهو عندي أحمق. و قيل لابن زياد: لم تحب الدراهم و هي تدنيك من الدنيا؟فقال: هي و إن أدنتني منها فقد أغنتني عنها. و قيل: تقليب الدرهم يوقف الشيب و يزيل الهم و التعب، و قيل: من نقر درهما زرع في قلبه شهوة.

تشاحح‌ [1] الناس بالمال‌

قال يونس: لو أن الدنيا مملوءة دراهم على كل درهم مكتوب من أخذه دخل النار لأمست و ما على ظهرها درهم يوجد. و قيل: لما ضربت الدراهم و الدنانير صرخ إبليس صرخة و جمع أصحابه، فقال: قد وجدت ما استغنيت به عنكم في تضليل الناس فالأب يقتل ابنه و الابن يقتل أباه بسببه.

وصف أنواع المال و تفضيل بعضها على بعض‌

سئل أبو بكر عن أصناف الأموال، فقال: أما الماشية فإنها تقبل من السنة إذا أقبلت و تدبر معها إذا أدبرت، و أما الرقيق فإنه يغدو عليها ضرّها و نفعها و قليل الضر يأتي على كثير النفع، و الصامت مال من لا مال له، لأنه إن أنفقه أتلفه و إن أمسكه أهان به نفسه، و كان كمن لا مال له.

و قال: خير المال ما أطعمك ما لا تطعمه. و قال عبد اللّه بن الحسن: غلّة الدور مسألة [2] و غلّة النخل كفاف‌ [3] ، و غلة الحب غنى. و قيل للأحنف: أي المال أبقى و أوفى؟ فقال: المساكن و الأرضون، و قيل في قوله تعالى: وَ جَعَلْتُ لَهُ مََالاً مَمْدُوداً `وَ بَنِينَ شُهُوداً [4]

إن له غلة شهر بشهر. قيل لمجنون لم صار الدينار خيرا من الدرهم و الدرهم خيرا من الفلس؟فقال: الفلس ثلاثة أحرف و الدرهم أربعة أحرف و الدينار خمسة.

و قيل لآخر: لم صار لون الذهب أصفر؟فقال لأن طلابه كثير. و قيل لآخر، فقال:

لخوف الدفن.

و قيل لرجل: لم فضل الدينار على الدرهم؟فقال: لأن الدينار يؤدي إلى النار و الدرهم دار هم، و عذاب الهم عاجل و عذاب النار آجل، و إلى ذلك محيا و ممات.

و دفع إلى أعرابي دينار فحمله إلى الصرّاف فملأ له يديه دراهم، فقال: ما أصغر منظرك و أعظم مخبرك.


[1] التشاحح: التباخل.

[2] المسألة: الحاجة.

[3] الكفاف (من الرزق) : ما كفى عن النّاس و أغنى.

[4] القرآن الكريم: المدّثر/13.

نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 583
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست