نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني جلد : 1 صفحه : 579
تعالى: وَ لاََ تُبَذِّرْ تَبْذِيراً `إِنَّ اَلْمُبَذِّرِينَ كََانُوا إِخْوََانَ اَلشَّيََاطِينِ[1] . و قيل: التبذير إنفاق المال في غير الحق. و سئل سعيد بن جبير رضي اللّه عنه عن التبذير، فقال: هو أن تنفق الطيب في الخبيث.
و قال تعالى: وَ يَسْئَلُونَكَ مََا ذََا يُنْفِقُونَ قُلِ اَلْعَفْوَ[2] و لم يأذن في الفضول و قال عزّ من قائل: وَ اَلَّذِينَ إِذََا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَ لَمْ يَقْتُرُوا[3] .
و قال صلّى اللّه عليه و سلم: أنهاكم عن قيل و قال و كثرة السؤال و إضاعة المال. و قال: ليس في السرف شرف.
و قال معاوية: ما رأيت تبذيرا إلاّ و إلى جنبه حق مضيع. و قال صلّى اللّه عليه و سلم: ما عال امرؤ عن اقتصاد.
و قال أبو بكر رضي اللّه عنه: إني لأبغض أهل بيت ينفقون رزق أيام في يوم واحد.
و قيل: ما وقع تبذير في كثير إلاّ هدمه و لا دخل تدبير في قليل إلا ثمره.
و قيل: إنك إن أعطيت مالك في غير الحق يوشك أن يجيء الحق و ليس عندك ما تعطي منه.
التهكّم على مبذّر
قيل في المثل: خرقاء وجدت صوفا. و قيل: من يطل ذيله ينتطق به. و قيل: يطأ فيه. و من وجد دهنا دهن استه. و قيل: عبد خلي في يديه، و عبد ملك عبدا. و كان بعض المتخلفين ورث مالا فكان يحمل الدنانير و يأتي الشطّ فيقذف واحدا واحدا في الماء، فقيل له في ذلك، فقال: يعجبني طليته و صوته. و بنى عون العبادي دكانا وسط داره و أسرف في الإنفاق عليه إسرافا متناهيا فليم في ذلك، فقال: ما أصنع بالدراهم إذا.
الحثّ على حفظ المال و الاستغناء به عن الأنذال
كان لسفيان بن عيينة صرة دنانير يحفظها، فقيل له: أتحفظ ذلك و أنت موصوف بالزهد؟ فقال: لئلا أكون مناديل الغمر من الرجال. و قيل لأفلاطون: لم تدخر المال فأنت شيخ؟فقال:
لأن يموت الإنسان و يخلف ما لا لعدوّه خير من أن يحتاج إلى أصدقائه في حياته.
و قيل: خلّف للأعداء و لا تحتج إلى الأصدقاء. و قيل لحكيم: لم حفظت الفلاسفة ما في أيديهم؟فقال: لئلا يقيموا أنفسهم المقام الذي لا يستحقونه، فقد علموا أن لا اتكال على ما في يد الغير. و في المثل: بق نعليك و ابذل قدميك [4] .
النهي عن إنفاق جميع المال و الرخصة في ذلك
روي في الخبر: أن كعب بن مالك أراد أن يتصدق بماله كله، فنهاه النبي صلّى اللّه عليه و سلم و قال