تفضيل الحاضر على المنتظر
في المثل: عش و لا تغتر. و قيل: لقمة في فمك أحضر منفعة من فخذ في تنور.
معاطاة الموجود خير من انتظار المفقود.
الحثّ على حفظ المكتسب
قال سقراط: لتكن عنايتك بحفظ ما اكتسبته كعنايتك باكتسابه. قال شاعر:
لحفظك مالا قد عنيت بجمعه # أشدّ من إدراك الذي أنت طالبه
و قال آخر:
لحفظ المال خير من ضياع # و طوف في البلاد بغير زاد
و قيل: حفظ الموجود أيسر من طلب المفقود، و قيل: احذر نفاد النعم فما كل شارد مردود.
الحثّ على حفظ المال لنوب الأيام [1]
قال محمد بن غالب:
إنّما الدّنيا ضباب قذى # تكفّ الأحزان عن مطره [2]
فاتّخذ للدهر في يسر # عدة تقضي على عسره
و قال البديهي:
لا تحسبنّ ادخار المرء قنيته # لصونه وجهه بل لا، هو الكرم [3]
عزّ القناعة بالموجود يمنع من # ذلّ القنوع، و حفظ العرض مغتنم
حفظ المال بالختم عليه
قيل: من ختم البضاعة أمن الضياعة. من الكيس ختم الكيس [4] . طينة خير من ظنّة.
و قيل: أربعة أشياء لا يستحيا من الختم عليها: المال لنفي التهمة، و الجوهر لنفاسته و الطّيب للإبدال، و الدواء للاحتياط.
الحثّ على حسن التدبير و النهي عن التبذير
قيل: حسن التدبير نصف الكسب و سوء التدبير داعية البؤس. الإفلاس سوء التدبير.
كن مقدرا لا مقترا. و قال النبي صلّى اللّه عليه و سلم: الرفق في المعيشة خير من بعض التجارة. قال اللّه
[1] نوب الأيام: مصائب الدهر.
[2] ضباب قذى: أي سحاب ذلّ و القذى أصلا ما يقع في العين من تبنة و نحوها-عن مطره: عن إنزاله.
[3] قنيته: ما يملكه.
[4] الكيس: الفهم و الفطنة.