نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني جلد : 1 صفحه : 565
الحثّ على الحنث و كفّارة اليمين
قال النبي صلّى اللّه عليه و سلم: إذا حلف أحدكم على يمين فرأى غيرها خيرا له منها فليأت الذي هو خير و ليكفر عن يمينه. و قال أبو العيناء: أتي بابن أبي خالد الذي كان بالسند بين يدي المتوكل، فقال: و اللّه لأضربنه بالسياط، و اللّه لا يشفع فيه أحد إلا ضربت ظهره و بطنه.
و كان ابن أبي دؤاد حاضرا فتركه حتى ضربه عشرين سوطا، ثم قال يا أمير المؤمنين في هذا أدب و إن تجاوزت فسرف. فقال له: أ ما سمعت يميني، فقال: بلى و لكن ما كان أمير المؤمنين ليؤثر غيظه على ما قال نبيه و ابن عمه صلوات اللّه عليه و على آله، قال: من حلف على شيء فرأى خيرا منه فليأت الذي هو خير و ليكفر عن يمينه، و كفارة أمير المؤمنين مع العفو أقرب إلى اللّه و أفضل، فعفا عنه و كفّر عن يمينه.
سأل بعض الناس بعض الخلفاء حاجة، فقال: حلفت أن لا أفعل. فقال يا أمير المؤمنين: إن لم تكن حلفت بيمين إلا بررتها فما أحب أن أكون أوّل من يؤثمك و إن كنت ربما حلفت فرأيت ما هو خير منها فكفرتها، فلست أحب أن أكون أهون إخوانك عليك، فقال سحرتني و قضى حاجته.
الاستثناء في اليمين
قال بعضهم لرجل يحلف: قل إن شاء اللّه فإنه يدفع الخبث و يذهب الحنث و ينجز الحاجة و يدرأ اللجاجة. كانت العرب تسمي الاستثناء في اليمين التحليل و المثنوية على ذلك، قال الشاعر:
و كان عبد اللّه بن عباس رضي اللّه عنهما يقول: إن الاستثناء بعد تراخي الأزمان يصح و كان المنصور دعا أبا حنيفة يوما، فقال الربيع و كان يعاديه هذا: أبو حنيفة يخالف جدك حيث يقول إذا استثنى الرجل في يمين بعد يوم جاز استثناؤه، فقال أبو حنيفة: يا أمير المؤمنين هذا الربيع يزعم أنه ليس لك بيعة في رقبة جندك، قال: كيف؟قال:
يحلفون لك ثم يرجعون إلى منازلهم فيستثنون، فتبطل أيمانهم، فضحك المنصور، و قال:
يا ربيع إياك و أبا حنيفة، فلما خرجا قال الربيع: كدت تشيط بدمي، فقال أبو حنيفة: أنت أردت أن تشيط بدمي فحصنت نفسي و إياك.