responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 536

الأعداء و طول البقاء مع القدرة و النماء. و قيل ذلك للفضل بن سهل، فقال: توقيع نافذ و أمر جائز. و قيل لحكيم: تمنّ، فقال: محادثة الأخوان و كفافا من عيش و الانتقال من ظل إلى ظل. و قيل ذلك لمطرف فقال: مركب و طي و مطعم شهي و ملبس دفي. و قيل لآخر، فقال: شواء مستنشل و غناء مسترسل و نكاح مستعجل.

و قال بعضهم: العيش كلّه في صحة البدن و كثرة المال و خمول الذكر. و قيل لحكيم، قال: هوى وافق حقا. و قيل لرجل، فقال: أن تعطي جوارحك لذاتها. و قيل لأعرابي، فقال: خباء في أرض خلاء و كلب إذا أصابه المطر زاحمني فيه. و قيل لابن سنان فقال: ليل طويل الطرفين أقرن بينهما بذكر اللّه تعالى. و قيل لمأبون: فقال: لذّة الأبنة و حكّ الجرب فمن حرمهما فقد حرم لذات الدنيا. نعوذ باللّه من بعض الأماني.

أماني البله‌

قال شاعر:

إذا تمنّى مائق أمنية # تحسبها كائنة مقضيّة

قال الأصمعي: قال شيخ من بني العجيف إني تمنيت أن أبني دارا فمكثت أربعة أشهر للدرجة أين أضعها. و مرّ الحجاج ليلة بدكان لبّان و عنده بستوقة فيها لبن. و هو يتمنى و يقول: أنا أبيع هذا اللبن بكذا درهما و أشتري به كذا، ثم أبيعه ثم يكثر مالي و يحسن حالي، و أخطب إلى الحجّاج ابنته فأتزوج بها فتلد لي ابنا فأدخل عليها يوما فتخاصمني، فأضربها برجلي هكذا، و مدّ رجله فكسر البستوقة، فقرع الحجاج بابه و استفتحه فضربه خمسين، و قال: أ ليس لو ضربت بنتي بوكزة هكذا لفجعتني بها.

نوع من الأماني‌

قال الوليد بن عبد الملك لبديح المغني: خذ بنا في الأماني فلأغلبنّك، فقال: و اللّه لا تغلبني فيها أبدا إني أتمنى كفلين من العذاب و إن يلعنني اللّه لعنا يشن علي من خلفي و من قدّامي أ تتمنى مثله؟فقال: غلبتني لعنك اللّه. و قيل لرجل: أ يسرك أن يكون لك ألف درهم؟فقال: نعم و أضرب مائة، فقال: و ضرب المائة لمه، فقال: لأنه لا يكون شي‌ء إلا بشي‌ء.

و قيل: كان رجل يطلبه الحجّاج فمر بساباط فيه كلب، فقال: ليتني كنت هذا الكلب فأستريح من الغمّ و الخوف، فما لبث أن جي‌ء بذلك الكلب و في عنقه حبل، و قيل: ورد كتاب الحجاج يأمر فيه بقتل الكلاب. و قعد ابن أبي عتيق فقال: ليت لنا لحما فنطبخ سكباجا [1] فما لبث أن جاء جار له بصحفة، فقال أعطونا قليل مرق، فقال إن جيراننا يشمّون رائحة الأماني.


[1] السكباج: مرق يعمل من اللحم و الخلّ (و اللفظة فارسيّة) .

نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 536
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست