نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني جلد : 1 صفحه : 525
و قال حاتم:
لحى اللّه صعلوكا مناه و همّه # من العيش أن يلفي لبوسا و مطعما [1]
و قال آخر:
إنّي رأيت من المكارم حسبكم # أن تلبسوا خزّ الثياب و تشبعوا
فإذا تذوكرت المكارم مرّة # في مجلس أنتم به فتقنعوا
و قال ابن سوادة:
همهم من هذه كلّه # في الأكل و الشرب و في الباه
أخذ ذلك من قول الأعرابي الذي قال: فلان كالبهيمة تأكل ما جمعت و تنكح ما وجدت، و قال:
إذا الفتى لم يركب الأهوالا # فاسع له و عدّه عيّالا [2]
ذمّ من قصّرت همّته عن طلب المعالي
ذم إعرابي رجلا، فقال: هو عبد البدن حر الثياب عظيم الرواق صغير الأخلاق الدهر يرفعه و همته تضعه.
قال أبو تمّام:
بنو الهمم الهوامد و النفوس # الخوامد و المروآت النيام
و كان لأعرابية ابن تحرضه على الإقامة و الاقتصار على المطعم و المشرب، فأنشدها:
إذا ما الفتى لم يبغ إلا لباسه # و مطعمه فالخير منه بعيد
و قيل: فلان بطر الدعة بخيل السعة سيّئ الرعة. قال ابن الأعرابي: فلان يشبعه كراع الأرنب إذا كان دنيء الهمة. و يقرب من هذا الباب ما قاله المنصور للمهدي: أشبع العباس بن محمد فإنّك إن لم تشبعه يأكلك. و أما محمد بن إبراهيم فإنه إذا قدر على فرج امرأته لم يفارقه، و إياك أن تولّي محمد بن سليمان صعود منبر فإنه إن صعده همّ بالخلافة.
تذمّم من قصّر في طلب المعالي
قال المتنبّي:
إلى كم ذا التخلّف و التّواني # و كم هذا التمادي في التمادي [3]