نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني جلد : 1 صفحه : 520
رجلا عاقلا من التجار أشاوره في أمري و أفضي إليه بسرّ، فجاءه برجل من أهل طوس [1]
فاستنطقه فرآه عاقلا، فقال: أتحفظ السر؟قال: نعم. فخلا به و قال: خذ هذه القارورة فأت بها جبريل بن بختيشوع فقل له: -هذه قارورة أبي فتأمله فإن كان له دواء فعرّفني و إن لم يكن له دواء فعرفني ليتجهز و يصلح أمره، فذهب إليه بالقارورة. فلما نظر إليها جبريل أقبل على أبيه، و قال: ما أشبه ماءه بماء ذلك الرجل. إن هذا ميت لا محالة، فرجع الرجل و أخبر الرشيد بما قاله، فقال: ويلي على ابن الزانية يا فضل اذهب فاضرب عنقه، يعني الطبيب فأخذه الفضل و حبسه، فقال: اتركني محبوسا عندك ثلاثة أيام فإن عاش فاقتلني، و إلاّ فلا تتقلد دمي، ففعل، فمات الرشيد ليلة الثالث.
قال أنوشروان لوزيريه يوما أيّ الفراش ألذ؟فقال أحدهما: ألذ الفراش الخز محشوا، و قال الآخر: ألذ الفراش الحرير محشوا، و كان بين يديه غلام في عدد الحجاب، فقال: أيها الملك أ تأذن لي في الكلام؟فقال: نعم. قال: ألذ الفراش الأمن، قال: صدقت.
قال: فما ألذ الطعام، قال: ما لا يهيج على طبيعة علة و لا يعقد في عنق آكله منّة، فقال: أحسنت. فما ألذ الشراب؟فقال: ما لا يزيل عقلا عن محلّه و لا يهيج على طبيعة شيئا من علله، قال: أحسنت. فما ألذ الريحان، قال: الولد السار ريحان أبيه في حياته و خلف له بعد وفاته، فرفع محله و ألحقه بأكابر حشمه.
و كان بعض الأصبهانيين أصابه صداع فضمد رأسه بدار صيني و فلفل، فقال له الطبيب: هذا يعمل لرأس يوضع في التنور.
[1] طوس: مقاطعة في خراسان شرقي إيران فتحها العرب سنة 29 هـ (649 م) .
نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني جلد : 1 صفحه : 520