نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني جلد : 1 صفحه : 511
سدت عليّ طريق الروح منتشقا # و أسلمتني لأيدي الروع و الخدر [1]
و أنشأت مزنة في الرأس مضرمة # ينعق بارقها في السمع و البصر [2]
حتّى إذا محضتها مدة قدرت # مدت بصفو حميم غير ذي كدر
ففي شؤني حريق من تلهبه # و في الخياشيم ضيق محصد المرر
لا الفصد يغني و لا ماء الشعير و لا # طول احتماء إذا ما هم بالدرر
فالحمد للّه حمدا لا كفاء له # على السلامة وقاها من الغير
شرب الأدوية المسهلة
سئل طبيب كسرى عن دواء المشي فقال: سهم ترمي به في جوفك أخطأ أم أصاب.
و قيل: الدواء مثل عدوّ إلى جانبه صديق ترمي العدو فلا تأمن من أن يصيب الصديق. و قيل: الدواء في البطن كالصابون في الثوب ينقيه لكن يخلقه.
و قيل لأبقراط: ما بال الإنسان أثور ما يكون بدنا إذا شرب الدواء؟فقال: مثل ذلك مثل البيت أكثر ما يكون غبارا إذا كنس. و قيل: لا تستعمل الأدوية في ما تنفع فيه الأغذية. و قيل: النفس إذا ألفت الدواء فسدت لأن الدواء يحب أن يطرأ عليها غريبا فتحتشم.
الكناية عن الأدوية المسهلة
كان ظرفاء البصرة يقولون لشارب الدواء: لم لبست النعل، و يقال: شربت فما أنجاني كناية عنه.
و كتب الصنوبري إلى صديق له شرب دواء:
نبّني كيف تخطّيك إلى دار الكرامة # كم جدار هدّ من رعد و كم سحّت غمامه [3]
فلم يجبه فكتب إليه ثانيا:
ابن لي كيف أصبحت # و ما كان من الحال
و كم سارت بك النا # قة نحو المنزل الخالي
فأجابه:
كتبت إليك و النعلان ما إن # أغبهما من السير العنيف
فإن رمت الكتاب إليّ فاكتب # على العنوان يوصل في الكنيف