أكثر المقتفين للعلم و الآ # داب في ذلّة و في أملاق [3]
وصف العلم بأنه يورث الغنى
قيل: الأدب يجلب الجمال و يفيد المال. و قيل: من لم يفد بالأدب ما لا استفاد به جمالا. و في كتاب كليلة: العالم إذا افتقر فعلمه الذي معه يقوّيه كالأسد معه قوّته التي يعيش بها حيث توجه.
قال الأصمعي [4] لرجل: أ لا أدلك على خليل إن صحبته زانك و إن احتجت إليه مانك، و إن استعنت به أعانك قال: نعم، فقال عليك بالأدب.
وصفه بأنه يورث الزهد
العلم يزهد في الدنيا الضارّة، و يرغّب في الآخرة السارّة. و قال عمر بن عبد العزيز [5]
رضي اللّه عنه: تعلّموا العلم فإنه عون للفقير أما أني لا أقول يطلب به الدنيا و لكن يدعوه إلى القنوع.
[2] جحظة: هو أحمد بن جعفر من شعراء البرامكة و من نسلهم. أجاد الغناء على الطنبور و فنونا شتى.
لقّبه ابن المعتزّ بجحظة لنتوء عينيه (انظر تاريخ بغداد 4/65) .
[3] الإملاق: الفقر الشديد و العوز، يقال: أملق الدهر ماله أي أذهبه و أخرجه من يده و أملق الرجل أنفق ماله حتى افتقر.
[4] الأصمعيّ: هو عبد الملك الأصمعي من مشاهير اللغويين و علماء العربية. كانت ولادته في البصرة سنة 123 هـ (740 م) ، و فيها نشأ و تعلم على الخليل بن أحمد و عيسى بن عمر و سواهما. و من تلامذته الرياشي و أبو عبيدة و السكّري و السجستاني. كانت وفاته سنة 213 هـ (828 م) .
[5] عمر بن عبد العزيز: هو أحد الخلفاء الأمويين ولد سنة 63 هـ (682 م) ، و كان شديد الورع و التقوى كما كان كثير التسامح مات سنة 102 هـ (720 م) .
نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني جلد : 1 صفحه : 50