نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني جلد : 1 صفحه : 49
و قيل: تعلموا العلم فإنه يوطئ المساكين بسط الملوك. و نظر عمر رضي اللّه عنه إلى رجل في هيئة نفيسة فقال: أ لست ابن قيس بالبصرة؟قال: نعم. و لكني كاتب فقال للّه درّ العلم ما زال يرفع أهله.
قال الشاعر:
العلم يرفع بالخسيس إلى العلا # و الجهل يقعد بالفتى المنسوب [1]
قيمة المرء علمه
قال أمير المؤمنين عليّ كرم اللّه وجهه: قيمة كلّ امرئ ما يحسنه. و أخذ ابن طباطبا [2] هذا المعنى فقال:
حسود مريض القلب يخفي أنينه # و يضحي كئيب البال عندي حزينه
يلوم على أن رحت في العلم دائبا # أجمع من عند الرواة فنونه
فيا عاذلي دعني أغالي بقيمتي # فقيمة كل النّاس ما يحسنونه [3]
فضل العلم على المال
قال عبد الملك: اطلبوا معيشة لا يقدر سلطان جائر على غصبها، قيل ما هي؟قال:
الأدب و لصالح بن عبد القدوس:
قد يجمع المرء مالا ثم يسلبه # عمّا قليل فيلقى الذلّ و الحربا
و جامع العلم مغبوط به أبدا # فلا يحاذر منه الفوت و الطلبا [4]
و قيل: العلم ميراث غير مسلوب، و قريب غير مغلوب. و قيل: الفضيلة بكثرة الآداب، لا بفراهة [5] الدواب.
و قال الجنيد [6] : من فضيلة العلم على المال أن اللّه فهم سليمان مسئلة فمنّ عليه
[1] الفتى المنسب: ذو النسب الرفيع-يقول إن العلم يرفع الوضيع بينما الجهل يضع من قدر ذي النسب و المجد، و هذا شبيه بقول الشاعر:
العلم يرفع بيوتا لا عماد لها # و الجهل يهدم بيت العزّ و الشرف
[2] ابن طباطبا: هو أبو القاسم أحمد بن محمد.. مات سنة 345 هـ (965 م) و كان من كبار الطالبيين و شاعرا مجيدا و لا سيّما في الغزل.
[4] المغبوط بالشيء: خلاف المحسود، من غبطه أي عظم في عينه و تمنّى لنفسه مثل حاله.
[5] الفراهة: النشاط و الخفّة و الحذاقة، يقال فره فرها و فره فراهة و فروهة و فروهيّة فهو فاره، و من معاني الفراهة أيضا الملاحة و الحسن.
[6] الجنيد: هو أبو القاسم الخزّاز و قيل الزّجاج أحد زهّاد بغداد. و هو معروف باسم طاوس العلماء و كان سيّد الطائفة الجنيدية و هو القائل: التصوف هو صفاء المعاملة مع اللّه. توفي الجنيد سنة 298 هـ (910 م) .
نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني جلد : 1 صفحه : 49