responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 475

تمدحني في وجهي فإني أعرف بنفسي منك و لا تكذبني فليس لكذوب رأي و لا تسعين بأحد إليّ، فقال الرجل: أ أنصرف، قال إذا شئت، فقام و انصرف.

و وقع عبد اللّه بن طاهر في قصة ساع سننظر أصدقت أم كنت من الكاذبين؟و رفع رجل قصة إلى أنوشروان أن رجلا من العامة دعاه إلى منزله فأطعمه طعام الخاصة فوقّع في قصته قد أحمدنا فعلك فيما تأتيه و ذممنا صاحبك لسوء اختياره لمن يؤاخيه. و وقّع طاهر بن الحسين في رقعة متنصح: قد سمعنا ما كره اللّه فانصرف لا رحمك اللّه. و وقّع السفاح في قصة ساع: أنت ظاهر السعاية قليل النكاية. و سعى إلى عبد الملك بن مروان في عبد الحميد فوقّع:

أقلّوا عليه لا أبا لأبيكم # من اللوم أو شدّوا المكان الذي سدّا

و قال الواثق لأحمد بن أبي دؤاد: ما زال القوم في ثلبك إلى الساعة، فقال: يا أمير المؤمنين لكل امرئ منهم ما اكتسب من الإثم، و اللّه وليّ جزائه و عقابك من ورائه فما الذي قلت لهم، قال قلت:

و سعى إليّ بعيب عزّة نسوة # جعل الإله خدودهنّ نعالها

و قال الموسوي:

و أوطأت أقوال الوشاة أخامصي # و قد كان سمعي مدرجا للنمائم‌ [1]

قلّة التخلّص من اغتياب النّاس و ذمّهم‌

سأل بعض الأنبياء ربه عزّ و جل أن يدفع عنه ألسنة الناس باغتيابه و ذمه، فقال: هذه خصلة لم أجعلها لنفسي فكيف أجعلها لك. و قيل: ليس إلى السلامة من ألسنة الناس سبيل فانظر إلى ما فيه صلاحك فالزمه. قال شاعر:

إذا كنت مليحا مسيئا و محسنا # فغشيان ما تهوى من الأمر أكيس‌ [2]

ذمّ ناقل الغيبة

قيل: الرواية أحد الشاتمين، و قيل من بلّغك فقد سبك، قال:

مبلغك السوء كباغيه لكا

و قيل لحكيم: فلان عابك بكذا، فقال: لقد لقيتك نفحتني بما استحى الرجل من استقبالي به. و قيل: ما ضرّت كلمة ليس لها مخاطب. و يدخل في هذا الباب قول الشاعر:

و أنت امرؤ ما ائتمنتك خاليا

البيتين و قد تقدما.


[1] أخامصي: جمع أخمص، و هو باطن القدم.

[2] الغشيان: الإتيان-أكيس: من الكيس و هو العمل الحسن.

نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 475
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست