نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني جلد : 1 صفحه : 465
الداعي على هاجيه و عائبه
نظر الفرزدق إلى رجل ذي عمة، فقال:
قبحت العينان تحتّ العمّة
فقال:
بل قبّح الهاجي و ناك أمّه
قال البسامي:
من هجاني من البريّة طرّا # و سعى في مساءتي أو لحاني [1]
فاللواتي عليه حرمهنّ اللّه # في سورة النساء زواني
و قال أخو دعبل:
بنيت قافية قيلت تناشدها # قوم سأترك في أعراضهم ندبا [2]
ناك الذين رووها أمّ قائلها # و ناك قائلها أمّ الذي كتبا
ذمّ قبيح الكلام
قيل: قبيح الكلام سلاح اللئام. و سمع المهلب رجلا يسبّ آخر، فقال: اكفف فو اللّه لا ينقى فوك من سهكها [3] أبدا. و قال يزيد: إياك و شتم الأعراض فإن الحرّ لا يرضيه من نفسه شين.
النهي عن المشاتمة و ذمّ الغالب منهما
قال النبي صلّى اللّه عليه و سلم: البذاء لؤم و صحبة الأحمق شؤم. و قال ابن عامر: دعوا قذف المحصّنات تسلم لكم الأمهات. و قيل: المبتدئ شاتم نفسه و البادئ أظلم. و شتم رجل حكيما فقال: اسكت فلست أدخل في حرب الغالب فيها شرّ من المغلوب.
و قال أمير المؤمنين كرم اللّه تعالى وجهه: ما تسابّ اثنان إلاّ غلب ألأمهما.
قال شاعر:
و إنك قد ساببتني فغلبتني # هنيئا مريئا أنت بالسّب أحذق [4]
و قيل: ما تسابّ اثنان إلا انحط الأعلى مرتبة الأسفل. و قال حذيفة بن بدر لرجل:
أ يسرّك أن تغلب شر الناس، قال: نعم. قال: لن تغلبه حتّى تكون شرا منه.
نازع رجل المهلب فأربى عليه فقيل: لم أمسكت عنه، فقال: كنت إذا أردت إجابته رغبت في غلبة اللئام، و كان إذا سبني تهلل وجهه و استنار لونه و تبجّحت نفسه، فإن ظفر