نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني جلد : 1 صفحه : 450
و قال أبو العتاهية:
ما فاتني خير امرئ وضعت # عنّي يداه مئونة الشّكر
ذمّ من كفر نعمة
قال اللّه تعالى: قُتِلَ اَلْإِنْسََانُ مََا أَكْفَرَهُ[1] و قال: وَ قَلِيلٌ مِنْ عِبََادِيَ اَلشَّكُورُ[2] و قيل:
من لم يشكر الناس لم يشكره اللّه، و أخذه البحتري فقال:
فمن لا يؤدي شكر نعمة خلّه # فأنّى يؤدي شكر نعمة ربّه
و قال النبي صلّى اللّه عليه و سلم: إذا جمع اللّه الخلائق يوم القيامة قال لعبد هل شكرت فلانا فيقول:
يا رب علمت أنك المنعم فشكرتك، فيقول اللّه تعالى: لم تشكرني إذا لم تشكر من أجريت ذلك على يده. و قيل: إذا وقع الكفر وجب المن.
و قال الخبزارزي:
من لم يلاق كرامات الرجال له # بالشكر أصبح في طرق الهوان لقى [3]
و قال أبو تمّام:
شر الأوائل و الأواخر ذمّة # لم تصطنع و صنيعة لم تشكر
و قيل: هو أكثر من ناشرة، و كان قد أخذه همام بن مرة من أمه و أرادت أن تئده فلما بلغ سعى في قتل همام، و قيل: من لم يحمد صاحبه على حسن العطية كيف يحمد على حسن النية.
(2) و مما جاء في المدح و مستحقيه و الهجو و ذويه
وصف الثناء بالبقاء و الترغيب فيه
فسر قول اللّه تعالى: وَ اِجْعَلْ لِي لِسََانَ صِدْقٍ فِي اَلْآخِرِينَ[4] بأنه الثناء الحسن، و قال تعالى: وَ تَرَكْنََا عَلَيْهِ فِي اَلْآخِرِينَ `سَلاََمٌ عَلىََ إِبْرََاهِيمَ[5] أي يقال له هذا أطول الناس عمرا أعمهم بالخير ذكرا، في الثناء الباقي على الدهر خلف من نفاد العمر. و قال الأسدي:
و إنّي أحب الخلد لو أستطيعه # و كالخلد عندي أن أبيت و لم ألم