نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني جلد : 1 صفحه : 45
الحثّ على استشارة الصّغار
قال هرم: عليكم في المشاورة بالحديث السنّ الحديد الذهن. و قيل: رأي الشيخ كالزند قد انثلم [1] ، و رأي الشاب كالزند الصحيح الذي يوري [2] بأيسر اقتداح.
الحثّ على مشاورة العدوّ
في كتاب كليلة: لا ينبغي للعاقل أن يترك استشارة عدوّه ذي الرأي فيما يشركه ذلك العدو في نفعه و ضرّه. و قيل: استشر عدوّك تعرف مقدار عداوته.
من يجب أن تجتنب مشاورته
قال قيس لابنه: لا تشاورنّ مشغولا، و إن كان حازما، و لا جائعا، و إن كان فهيما، و لا مذعورا، و إن كان ناصحا، و لا مهموما و إن كان فطنا. فالهمّ يعقل العقل و لا يتولّد منه رأي و لا تصدق منه رويّة.
و قيل: لا تدخل في مشورتك بخيلا فيقصّر بفعلك، و لا جبانا فيخوفك، و لا حريصا فيعدك ما لا يرتجي، فالجبن و البخل و الحرص طبيعة واحدة يجمعها سوء الظن.
و قيل: لا تشاور من ليس في بيته دقيق. و كان كسرى إذا أراد أن يستشير إنسانا بعث إليه بنفقة سنة ثم يستشيره.
و قيل لا تشيرنّ على معجب و لا متلوّن [3] ، و خف اللّه من موافقة هوى المستشير.
و قيل: إياك و مشاورة النساء فرأيهنّ إلى أفن [4] و عزمهن إلى وهن.
و قال النبي صلى اللّه عليه و سلم: شاوروهنّ و خالفوهنّ، و قال: لا تستضيئوا بنار المشرك أي لا تستشيروهم.
المستدعي المشورة
قال عمر رضي اللّه عنه: صاحب الحاجة أبله لا يرشد إلى الصواب فلقّنوا أخاكم و سدّدوا صاحبكم.
و قال إعرابي:
دلاّ على حيلة فيها لنا فرج # إذ الدليل على خير كمن فعلا
و قال آخر:
خليليّ ليس الرأي في صدر واحد # أشيرا عليّ اليوم ما تريان