و قال آخر:
فإن يك أربى عفو شكرك عن يدي # أناس فقد أربى نداه على شكري [1]
المستنكف آلاء معطيه عجزا عن شكره
و قال المتنبّي:
و لم نملل تفقدك الموالي # و لم نذمم أياديك الجساما
و لكن الغيوث إذا توالت # بأرض مسافر كره الغماما
و قال محمد بن أبي عمران:
رويدك لا تعنف عليّ و اعفني # على حسب أقضي ما أطيق من الشكر
و قد أجاد أبو نواس في هذا المعنى:
أنت امرؤ جلّلتني نعما # أوهت قوى شكري فقد ضعفا
لا تسدينّ إليّ عارفة # حتّى أقوم بشكر ما سلفا [2]
و قد أبدع البحتري في هذا المعنى، حيث يقول:
أخجلتني بندى يدي و سوّدت # ما بيننا تلك اليد البيضاء
و قطعتني بالجود حتّى إنّني # متخوّف أن لا يكون لقاء
و له أيضا:
أيها أبا الفضل شكري منك في نصب # أقصّر فمالي في جدواك من أرب [3]
لا أقبل الدّهر نيلا لا يقوم له # شكري و لو كان مسديه إلى أبي
و قال العثماني في الصاحب:
وفدنا لنشكر كافي الكفاة # و نسأله الكفّ عن برّنا [4]
فقال العلوي قد كفيت فإن الصاحب صار لا يعطي شيئا.
من لا يخفي أياديه
أياد تتضوع و نعم تسطع و آلاء تتطلع.
قال الشمردلي:
أياديك لا تخفى مواقع صوبها # فتعفو إذا ما ضيّع الحمد و الشكر
و هل تستطيع الأرض من بعد ما انطوت # على ريّها إنكار ما فعل القطر
[1] أربى: زاد.
[2] العارفة: العطية.
[3] عيش ناصب: أي فيه كدّ و جهد-أرب: غاية و هدف.
[4] برّنا: الإحسان إلينا.