نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني جلد : 1 صفحه : 441
وصف أخوين وضيع و رفيع
قال الأصمعي: لم يقل أحد في تفضيل أخ على أخ و هما لأب و أم مثل قول ابن المعتز لأخيه صخر:
أبوك أبي و أنت أخي و لكن # تفاضلت المناكب و الرءوس [1]
و قال ابن أبي عيينة:
داود محمود و أنت مذمّم # عجبا لذاك و أنتما من عود
فلربّ عود قد يشقّ لمسجد # نصف و سائره لحشّ يهود [2]
و قال الموسوي:
تفرّد بالعلياء عن أهل بيته # و كلّ يهدّيه إلى المجد والد
و تختلف الأثمار في شجراتها # إذا شرقت بالماء و الماء واحد
و قال السيد الحميري:
فإن قلتم أبونا عبد شمس # فإن الزنج من أولاد نوح
هما عرقان من أصل جميعا # و لكن ليس نبع مثل شيح [3]
و قال أبو العواذل:
عليّ و عبد اللّه ينميهما أب # و شتّان ما بين الطبائع و الفعل
أ لم تر عبد اللّه يلحى على النّدى # عليّا و يلحاه عليّ على البخل [4]
و قال رجل لأخيه لأهجونّك، فقال: كيف تهجوني و أنا أخوك لأبيك و أمك. فقال:
غلام أتاه اللؤم من شطر نفسه # و لم يأته من شطر أم و لا أب
عذر من صارم أخاه و باعده و جفاه
كتب الفضل بن سهل إلى المأمون أما بعد فإن المخلوع و إن كان قسيم أمير المؤمنين في النسب و اللحمة فقد فرق كتاب اللّه بينهما، فيما اقتص علينا من نبأ نوح، قال يا نوح إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح. فلا صلة لأحد في معصية اللّه و لا قطيعة ما كانت القطيعة في ذات اللّه و السلام و قيل لأعرابي لم تقطع أخاك شقيقك، فقال: أنا أقطع الفاسد من جسدي الذي هو أقرب إليّ منه فكيف لا أقطعه إذا فسد.
[1] المناكب: جمع منكب و هو مجتمع رأس الكتف و العضد. و هنا بمعنى الأعضاء الأطراف.
[2] حش اليهود: الحش: القطع، و في المثل أحشك و تروثني أي ألقي عليك حشيشا و تلقي علي روثا.
[3] النبع: شجر تتخذ منه القسيّ و من أغصانه السهام-الشيح: نبات طيب الرائحة.