responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 425

المستنكف و المزرى بهم‌

سمع أعرابي يقول لآخر أ ترى هذه العجم تنكح نساءنا في الجنة، فقال الآخر: نعم أرى ذلك بأعمالهم الصالحة، فقال: توطأ رقابنا و اللّه قبل ذلك.

و كان ناسك يقول: اللهم اغفر للعرب خاصة و للموالي عامة، و أما العجم فهم عبيدك و الأمر إليك.

و قال زياد [1] للأحنف: أرى هذه الحمراء قد كثرت و كأني أنظر إلى وثبة منهم على العرب و على السلطان، و قد رأيت أن أقبل شطرا و أدع شطرا لإقامة الشرف و عمارة الطرق.

و قال ابن الحجّاج:

لا تغترر أنّك من فارس # في معدن الملك و ديوانه

لو حدّثت كسرى بذا نفسه # صفّعته في جوف إيوانه‌ [2]

ذمّ النبط و أهل الرساتيق‌

روي في الخبر أن النبي صلّى اللّه عليه و سلم قال إذا تفيهقت الأنباط و نطقت بالعربية و تعلمت القرآن فالهرب الهرب منهم، فإنهم أكلة الربا و معدن الشر و أهل غش و خديعة. قال ابن عباس رضي اللّه عنهما لو كان الشيطان أنسيا ما كان إلا نبطيا.

و قال شاعر:

نبط إذا عرك الهوان بهم # ذلوا و إن أكرمتهم ضغنوا [3]

و رفع إلى المأمون أن رجلا شكا جارا له و قال: وا سيرة عمراه ذهب العدل منذ مات عمر، فاستحضره و سأله فذكر ما يشكو منه فقال له: من أين أنت؟قال: من أهل ناتية و هم نبط، فقال المأمون: إن عمر كان يقول من كان جاره نبطيا فاحتاج إلى ثمنه فليبعه فإن كنت تطلب سيرة عمر فهذا حكمه ثم أمر له بألف درهم و أمر صاحبه أن ينصفه.

و لمّا نزل الحجاج واسطا نفى النبط عنه و كتب إلى عامله بالبصرة و هو الحكم بن أيوب، يقول: إذا أتاك كتابي فانف من قبلك من النبط فإنهم مفسدة للدين و الدنيا، فكتب إليه قد نفيت النبط إلا من قرأ منهم القرآن و تفقه في الدين. فكتب إليه الحجاج: إذا قرأت كتابي فادع من قبلك من الأطباء و نم بين أيديهم ليقفوا [4] عروقك فإن وجدوا فيك عرقا نبطيا فاقطعه و السلام.

و أمر بعض الملوك عاملا له أن يصيد شر طائر و يشويه بشر حطب و يبعثه على شر


[1] زياد: أي زياد بن أبيه.

[2] جوف الإيوان: داخل القصر.

[3] النّبط: قوم قيل أنهم من العرب قطنوا جنوبي فلسطين من قواعدهم بصرى و صلخد و صلع-ضغنوا: حقدوا.

[4] ليقفوا: ليتتبعوا.

نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 425
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست