نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني جلد : 1 صفحه : 414
من ذكر أن الشرف بالتّقى
قال اللّه تعالى: إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اَللََّهِ أَتْقََاكُمْ[1] قال بعض العارفين ما أبقى اللّه بهذه الآية لاحد شرف أبوّة.
و روي أن عمر بن الخطاب رضي اللّه تعالى عنه رأى رجلا يقول أنا ابن بطحاء مكة، فوقف عليه فقال: إن كان لك دين فلك شرف و إن كان لك عقل فلك مروءة و إن كان لك علم فلك شرف، و إلا فأنت و الحمار سواء.
و قيل: كان الشرف في الجاهلية بالبيان و الشجاعة و السماحة، و في الإسلام بالدين و التقى. و أما الأبوة فلا أبوة. قال شاعر:
لعمرك ما الإنسان إلاّ بدينه # فلا تترك التّقوى اتّكالا على الحسب
فقد زيّن الإيمان سلمان فارس # و قد وضع الشّرك الشريف أبا لهب [2]
كون الشريف من شرّفه السّلطان
اصطنع كسرى أنوشروان رجلا لم يكن له نسب فقيل له في ذلك، فقال: اصطناعنا إياه نسب له.
وفد حاجب بن زرارة على كسرى فاستأذن عليه، فقال: كسرى لحاجبه: سله من هو، فقام رجل منهم فلما مثل بين يديه، قال له: من أنت؟قال: سيد العرب، قال: أ لست زعمت أنك رجل منهم؟قال: منذ أكرمتني و أجلستني صرت سيدهم فحشا فاه لآلئ.
ما اختصّ به كل قبيلة من فضيلة
قال النبي صلّى اللّه عليه و سلم: الأئمة من قريش و قال: الناس تبع لقريش في الخير و الشر، و قال: لا يقومنّ أحد لأحد إلا لهاشمي.
قال يونس: ما في أسد إلا خطيب أو شاعر أو قائف أو زاجر أو فارس، و قال:
ليس في هذيل إلاّ شاعر أو رام أو شديد العدو.
و قال معاوية: من لم يكن من بني هاشم جوادا و من بني العوام شجاعا و من بني مخزوم ذا أباء و أبهة و من بني أمية حليما لم يشبه أباه.
و قال محمد بن إسحاق: ما فتش أحد من بني المطلب إلا عن خصلتين بأس و كرم.
و قيل لرجل ممن أنت؟فقال: من قوم إذا عشقوا ماتوا، قيل: فأنت إذا من بني عذرة [3] .