نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني جلد : 1 صفحه : 391
الحدّ الخامس في الأبوّة و البنوّة و مدحهما و ذمّهما
(1) فممّا جاء في البنين و البنات
نفع الولد و حمده
قال اللّه تعالى: آبََاؤُكُمْ وَ أَبْنََاؤُكُمْ لاََ تَدْرُونَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعاً[1] و قال النبي صلّى اللّه عليه و سلم:
إذا مات الرجل انقطع عمله إلاّ من ثلاث: صدقة جارية و علم ينتفع به و ولد صالح يدعو له.
و قال حكيم في ميت: إن كان له ولد فهو حي و إن لم يكن له ولد فهو ميت؟ و العرب تسمّي من لا ولد له صنوبرا، و لهذا قالوا إن محمدا صنوبر، و قيل لحكيم: ما منفعة الولد؟فقال: يستعذب به العيش و يهون به الموت. و قيل: خير ما أعطى الرجل بعد الصحة و الامن و العقل ولد موافق من زوجة موافقة قال:
و متعة العيش بين الأهل و الولد
قال ابن أبي فنن في وصف شراب:
أطيب في الأنف إذا # جاءتك من ريح الولد
و قيل لبعضهم: أيّ ريح أطيب؟فقال: ريح ولد أربه و بدن أحبه.
و في الحديث: ريح الولد من رائحة الجنّة. قيل لبزرجمهر: ما السعادة؟قال: أن يكون للرجل ابن واحد فقال: الواحد يخشى عليه الموت. قال: لم تسألني عن الشقاوة.
مضرّة الولد و ذمّه
قيل: لبعض الزهاد أ لا تزوجت فربما يكون لك، خلف فقال: كفى بالتزهيد فيه قوله تعالى: أَنَّمََا أَمْوََالُكُمْ وَ أَوْلاََدُكُمْ فِتْنَةٌ[2] و قوله: إِنَّ مِنْ أَزْوََاجِكُمْ وَ أَوْلاََدِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ[3] و قال النبي صلّى اللّه عليه و سلم: الولد مبخلة مجبنة مجهلة. و قيل: قلة العيال أحد اليسارين. و قيل: قلة العيال كنز لا ينفد. و سئل حكيم عن ولده فقال: إن عاش كدّني و إن مات هدّني. و بشّر حسن البصري بابن فقال: لا مرحبا بمن إن كنت غنيا أذهلني و إن كنت