نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني جلد : 1 صفحه : 388
في هيئته منقطع إلى نفسه راض عن عقله، بخيل بما وسع اللّه عليه من رزقه، كتوم لما آتاه اللّه من فضله حلاف لجوج لا ينصف إلا صاغرا و لا يعدل إلا راغما، لا يرفع عن منزلة إلا ذلّ بعد تعززه فيها. و قال بعضهم فلان قليل الخير جم الضير عسيف السير كذوب الوعد خئون العهد قليل الرفد، و قال آخر هو صغير القدر قصير الشبر ضيق الصدر كثير الفخر و لئن كان للإنسان سبخ أنه لمن سبخ بني آدم، و ذكر أعرابي رجلا فقال: لو أفلتت مخزنية لم تصل إلا إليه و لو نزلت لعنة لم تكن إلا عليه و قال إبراهيم بن المدبر في رجل له كبد مخنث و جسد نائحة و شره قواد، و ذلّ قابلة و ملق داية و بخل كلب و حرص نباش [1]
و قحة مصلحى و نتن جورب و وحشة قرد، قال ابن الحجاج:
نسيم حشّ و ريح مقعدة # و نفث أفعى و نتن مصلوب [2]
و قال ابن ثوابة لأبي العيناء أ ما تعرفني؟فقال: أعرفك ضيق العطن [3] لئيم الوطن نئوما على الذقن.
قال شاعر:
النّاس من كدّتيك في تعب # فم بذيء و فقحة غلمه [4]
و الأصل نذل و الدّين ذو دخل # و الأب فدم و الأم متّهمه [5]
قال بعض الأدباء:
أرى فيك أخرقا و لست بقائف # و لكنّها لم تخف في متحدّث [6]
شمائل تيّاس و خفّة حائك # و تقطيع طبّال و طيش مخنّث
المشهور بالشؤم
يضرب المثل في الشؤم بقدار و طويس و وافد عاد فأما قدار فعاقر ناقة صالح عليه السلام، و أما طويس فإنه كان يقول ولدت يوم توفي النبي صلّى اللّه عليه و سلم و فطمت يوم مات أبو بكر رضي اللّه عنه، و بلغت الحليم يوم قتل عمر رضي اللّه عنه، و تزوجت يوم قتل عثمان رضي اللّه عنه، و ولد لي يوم توفي علي رضي اللّه عنه.
و وافد عاد هو الذي بعثوه إلى الحرم ليستسقى لهم، فمر بمعاوية بن بكر فأقام عنده شهرا يشرب الخمر و تغني له الجرادتان، ثم أتى جبال مهرة فقال: اللهم إني لم أجيء لفائت فأوديه، و لا لأسير فأفاد به و لا لمريض فأداويه، اللّهم اسق عادا ما كنت تسقيه فعرضت لهم سحابة أهلكتهم.