responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 387

يأتيني شريف بوضيع لم يعرف شرفه إلا عاقبته و لا كهل بحدث لم يعرف فضل سنه إلا عاقبته و لا عالم بجاهل عنته إلا عاقبته، فإنّما الناس أشرافهم و ذوو سنهم و علماؤهم، و وجد في كتب العجم أنّ بازيار الأبرويز أطلق شاهينه‌ [1] على طائر فاخطأه فانقض على عقاب تراءت له فضربها ضربة أبان رأسها من جسدها، فأخذ البازيار الشاهين و العقاب و أتى به الملك ليعلمه بفعل الشاهين رجاء أن يسرّه بذلك و ينال به مالا، فلما أخبره أخذ الشاهين من البازيار فقطف رأسه ثم التفت إلى وزرائه و أوليائه و قال يتكايدني أن أرى يدا دنيئة تسلّطت على يد رفيقة.

وضيع يتعرض لرفيع لعجزه‌

قال الأعشى:

كناطح صخرة يوما ليوهنها # فلم يضرها و أوهى قرنه الوعل‌

قال كشاجم:

تبارزني و نفسك من رصاص # و هل يبقى على النّار الرصاص‌ [2]

من افتخر بما ليس عنده‌

قيل لأبي عبيدة: أن الأصمعي قال: بينا أبي يساير سلم بن قتيبة على فرس قال أبو عبيدة: سبحان اللّه المتشبع بما لم يعط كلابس ثوبي زور و و اللّه ما ملك أبوه دابة إلا في ثوبه. و قيل فخر البغي يخدج زينتها فلان يفخر بغير نداه و يبجح‌ [3] بما في بطن سواه، قال طاهر بن الحسين:

محارب يفرحون بعزّ قيس # كما فرح الخصيّ بمن يقود

و قيل: تجشّى لقمان من غير شبع. و قيل: ليس هذا بعشك فادرجي. و قيل: من فاته الدين و المروءة فرأس ماله العصيبة و التبجح بمال غيره، و رؤي رجل من نظارة السباق و قد سبق فرس و هو يظهر النشاط و فرط السرور و الابتهاج، فقيل له أ هو لك فقال: لا و لكن لجامه لي. و للمتنبي في نفي المفاخرة بما لغيره عن نفسه:

و ما أسرّ بما غيري الحميد به # و لو حملت إليّ الدّهر ملآنا

و قال الأجدع الهمداني و هو مما يتمثل به فيمن يتبجح بفعل لم يفعله بعد:

و كيف افتخار القوم قبل لقائهم # إلا أن ما بعد اللقاء هو الفخر

الموصوف بأنواع من المعايب‌

سئل بعضهم عن رجل فقال: هو غث في دينه، قذر في دنياه، رثّ في مروءته سمج


[1] الشاهين: طائر من جنس الصقر طويل الجناحين.

[2] يقول تقاتلني برصاص يذوب في ناري.

[3] يبجح: بجح به: فرح به.

نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 387
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست