نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني جلد : 1 صفحه : 376
في قول اللّه تعالى: قُلْ هُوَ اَلْقََادِرُ عَلىََ أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذََاباً مِنْ فَوْقِكُمْ[1] أي من السلطان أو من تحت أرجلكم أي من السفل، أتى أمير المؤمنين كرّم اللّه وجهه برجل ذي جناية فرأى ناسا يعدون خلفه، فقال: لا مرحبا بوجوه لا ترى إلا عند كل سوء. و قال معاوية لصعصعة بن صوحان: صف لي الناس. فقال: خلق الناس أطوارا [2] طائفة للسيادة و الولاية و طائفة للفقه و السنة و طائفة للبأس و النجدة و رجرجة [3] بين ذلك، يغلّون السعر و يكدّرون الماء، إذا اجتمعوا ضروا و إذا تفرقوا لم يعرفوا.
من تصاحبه النّذالة
قال الشاعر:
أناخ اللؤم وسط بني رباح # مطيّته فاقسم لا يريم [4]
كذلك كلّ ذي سفر إذا ما # تناهى عند غايته مقيم
قال جحظة:
كم سألنا عن النذالة و اللؤ # م فكانا في داره راتبين
الموصوف بالذلّة
قيل: هو أذل من النقد و من القردان تحت المناسم و من الوتد:
و كنت أذلّ من فقع بقاع # يشجج رأسه بالفهر واجي [5]
أي و أجيء فلين الهمزة و يقال هو أذل من الحذا.
المتبجّح بالإساءة و النّذالة
قيل: شر الناس الذي لا يتوقى أن يراه الناس مسيئا و من هنا أخذ الشاعر:
أحقّ النّاس في الدنيا بعيب # مسيء لا يبالي أن يعابا
و قال بعضهم: فلان لا يستحيى من الشر و لا يحب أن يكون من أهل الخير لا يقعد مقعدا إلا حرمت الصلاة فيه و لو أفلتت كلمة سوء لم تضم إلا إليه و لو نزلت لعنة لم تقع إلا عليه.
تشاجر رجلان فقال: كل واحد منهما أنا ألام فتحا كما إلى رجل فقال: قد حكمتماني فأخبراني بأخلاقكما فقال أحدهما: ما مر بي أحد إلا اغتبته و لا ائتمنني أحد إلا خنته و قال آخر أنا أبطر الناس في الرخاء و أجبنهم عند اللقاء و أقلهم عند الحياء فقال الرجل: كلاكما لئيم،