نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني جلد : 1 صفحه : 368
وصف الإنسان بأنّه لا يخلو من العيب
قيل لبعض الفلاسفة: من الذي لا عيب فيه؟فقال: الذي لا يموت. و قال الأحنف:
الشريف من عدّت سقطاته، أي الرجل المهذب. قال شاعر:
و من ذا الذي ترضي سجاياه كلّها # كفى المرء نبلا أن تعدّ معايبه
و لهذا باب آخر في الإخوانيات.
الحثّ على إكرام النفس عند المذلّة
قال عمرو بن العاص: المرء حيث يجعل نفسه إن صانها [1] ارتفعت، و إن قصّر بها اتّضعت.
قال بعضهم:
و ما المرء إلاّ حيث يجعل نفسه # ففي صالح الأخلاق نفسك فاجعل
قال حاتم:
و نفسك أكرمها فإنك إن تهن # عليك فلن تلقى لها الدهر مكرما [2]
قال صالح بن عبد القدوس:
إذا ما أهنت النفس لم تك مكرما # لها بعد ما عرّضتها لهوان
أنشد غلام أبي عبيده:
و لا تهن للصّديق مكرمة # نفسك حتّى تعدّ من خوله
يحمّل أثقاله عليك كما # يحمل أثقاله على جمله
و إنما يعني بذلك الهوان الذي هو العسف لا الهون الذي قالت العرب فيه إذا عز أخوك فهن. قال صلّى اللّه عليه و سلم: سيد القوم خادمهم.
الممدوح بصيانة النفس
قال بعضهم: جعلت الدنيا دون عرضى فآثرها لدى ما صانه و أهونها على ما شانه، و وصف آخر رجلا فقال: اشترى بالمعروف عرضه و من الأذى فلو كانت الدنيا له فأنفقها صيانة لنفسه لاستقلها.