و ما الدين إلا مع التّابعين # و لكنّما المجد للمبتدع
قال أبو تمام، و قد أحسن:
فمهما تكن من وقعة بعد لا تكن # سوى حسن ممّا فعلت مردّد
محاسن أصناف المغنّين جمّة # و ما قصبات السّبق إلا لمعبد [3]
قال المتنبّي:
يمشي الكرام على آثار غيرهم # و أنت تخلق ما تأتي و تبتدع [4]
و قال أرسطوطاليس للإسكندر: أمّا مناقبك فقد نسخها تواترها فصارت كالشيء القديم يتأسى به كالبديع بتعجب منه.
[1] الأطناب: جمع طنب، و هو حبل يشدّ به سرادق البيت.
[2] الراعي: هو الراعي النميري و اسمه حصين بن معاوية قبيل له الراعي لكثرة وصفه راعي الإبل في شعره. كان يميل إلى الفرزدق و لهذا هجاه جرير فآلمه حين قال فيه:
فغضّ الطرف إنّك من نمير # فلا لعبا بلغت و لا كلابا
(انظر الشعر و الشعراء، منشورات دار الأرقم ص 298) .
[3] جمة: كثيرة-معبد: اسم المغني المشهور-يقول أن ممدوحه سابق إلى سؤدده مثل معبد في صنعة غنائه.
[4] يقول: إن الكرام يمشون بالآخرين أما أنت فالمبدع الخلاّق.
نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني جلد : 1 صفحه : 363